الوسم : تلوث

11مايو

تلوث الضوضاء والضجيج

تعتبر الضوضاء أو الضجيج نوعاً من أنواع التلوث الفيزيائي الذي لم يُعن به العلماء في السابق عنياتهم بالتلوثات الكيميائية. ولقد تزايد الاهتمام بهذا النوع من التلوث في السنوات الأخيرة لملازمته للإنسان حتى في عقر داره. فصار الإنسان اليوم يعيش وسط محيط هائل من الأصوات المزعجة التي تحيط به أينما ذهب، حتى أصبح من الصعب عليه أن ينعم بالراحة والهدوء والسكينة. ففي الشارع توجد السيارات الكثيرة وتنطلق أصوات آلات البناء ورصف الطرق.. وفي المكتب تشتغل أجهزة تكييف الهواء وتتصاعد أصوات الآلات الكاتبة والناسخة.. وفي المنزل تصدر أجهزة الراديو والتلفاز والتسجيل والغسيل والكنس والآلات الأخرى ضوضاء تحطم الهدوء المنشود: وإذا كان عملك أو سكنك قريباً من المطار فلابد أن تترقب هدير الطائرات في السماء بين الفينة والأخرى. ولهذا أصبحت الضوضاء سمة من سمات عصرنا مسيطرة على الإنسان تضعه تحت وطأتها شاء أم أبى.

إن الضوضاء تؤثر على معيشة الإنسان وعلى صحته تأثيراً بالغاً في أكثر الأحيان، بحيث لا تقف عند حد الإزعاج فحسب، بل تتعدى ذلك إلى إحداث تلف في الأذن وتتسبب في أمراض عديدة تصيب أجهزة الإنسان المختلفة. ونجد أيضاً أن سكان المنازل بالمنطق التي بها نسبة عالية من الضوضاء يضطرون إلى إغلاق النوافذ في داخل منازلهم لكي نعموا بهدوء نسبي.. ويتجنبون الجلوس في حدائق منازلهم بسبب الضوضاء.
وقد أخذ التلوث بالضوضاء يلفت انتباه الكثير من العلماء لدرجة كبيرة لا سيما بعد أن اكتشفوا أن الضوضاء هي من أهم اسباب حدوث بعض الأمراض الحديثة كضغط الدم وآلام الرأس وسواها. لذا فإن الأبحاث مستمرة في معاهد بحوث وجامعات كثيرة من أجل التخفيف من حدة الضوضاء قدر الإمكان.
وفي هذا المقال أود أن ألقي بعض الضوء على أثر الضوضاء في الإنسان من الناحية الصحية والإنتاجية وكيفية الوقاية من هذا الطوفان من الأصوات والضجيج الذي نعيش في وسطه في المدينة وإمكانية تخفيف التأثير السلبي للضوضاء بقدر الاستطاعة.

تعريف الضوضاء:
الضوضاء هي خليط من الأصوات غير المرغوب فيها وتؤثر على نشاط العاملين وإنتاجهم فضلاً على تأثيرها على السمع والجهاز العصبي وأجهزة الإنسان الأخرى.
وقد أصبح الضجيج في عصرنا الحاضر من أكبر عوامل التلوث في الهواء شدة، وخاصة في المدن حيث تزدحم بأصوات وسائل النقل المختلفة والآلات الحديثة الأخرى التي تساهم في إنجاز الأعمال المدنية في الشوارع والطرقات. ولهذا فإن التحكم في الضوضاء أصبح مشكلة تشغل ذهن العلماء المهتمين في جميع أنحاء العالم، وهو يبذلون قصارى جهدهم للوصول إلى المستوى المناسب والممكن السماح به لشدة الصوت.
وتقاس الضوضاء عادة بوحدة تسمى (ديسيبل) وهي وحدة لوغارتيمية لقياس شدة الصوت بالنسبة إلى قيمة مرجعية، ويمثل السكون على هذا المقاس الرقم صفر، وتتراوح شدة الصوت تبعاً لذلك بين صوت التنفس العادي، وهو 10 ديسيبل وصوت انطلاق الطائرة النفاثة وهو 150 ديسيبل.

أثر الضوضاء على صحة الإنسان:
أثبتت الدراسات والبحوث أن الضوضاء العالية تسبب مع الزمن أضراراً بالصحة بصورة عامة. والجدول رقم (1) يوضح قوة الأصوات وتأثيرها على الإنسان.
وتجدر الإشارة إلى أن النائم يتأثر بالضوضاء عندما يصل منسوبها إلى أذنية (20 ديسيبل) ولم يعرف إلى الآن لماذا يتأثر النائم بهذا المنسوب المنخفض من الضوضاء وعلى الرغم من أن هذا المنسوب لا يسبب إيقاظ النائم إلا أن استمرار النوم مع وجود الضوضاء يؤدي إلى أضرار صحية.
ويمكن توضيح أثر الضوضاء على الأجهزة المختلفة للإنسان كما يلي:
• السمع: للضوضاء العالية أضرار جسمية على الأذنين، فيمكن لهذه الضوضاء أن تحدث ضعفاً في السمع لفترة محدودة ومن ثم يعود إلى حالته الأولى. وهذا يحدث في كثير من الأحيان عندما يتعرض الإنسان لضوضاء عالية ولفترة محدودة مثل المصانع والورش. ويمكن لهذا الضعف المؤقت أن يصبح دائماً إذا كان التعرض للضوضاء العالية يومياً وبصورة مستمرة وعندها لا يستطيع الإنسان سماع الحديث الهاديء. وهذا الضعف المستمر يمكن أن يتطور إلى صمم كامل مستديم نتيجة لسماع صوت عال مثل أصوات الانفجارات والقنابل والمدافع وبشكل يومي.. حيث أنه في هذه الحالة تثقب طبلة الأذن وفي بعض الأحيان يتأثر جهاز التوازن الموجود بالأذن الداخلية، فيشعر الإنسان بالدوار والقيء. ولو رجعنا إلى التاريخ لرأينا أن هذا التأثير كان جلياً منذ القديم حيث ذكر العلماء السويديين في عام 1670م أن الصمم كان منتشراً بين النحاسيين والحدادين. ويمكن القول: أن الإنسان يحسن ينمنمه في الأذن إذا تعرض إلى صوت بشدة 120 ديسيبل. وتتحول هذه النمنمة إلى ألم عندما تصل شدة الصوت إلى 130 ديسيبل، وقد تسبب تلفاً في جهاز السمع إذا استمر الصوت فترة من الزمن. وقد لوحظ أن الموسيقيين الذين يعيشون فترات عملهم في وسط صخب صوتي يصل إلى 80 ديسيبل يتأثر سمعهم بسرعة، والغالبية العظمى تفقد السمع في سن مبكرة. والضوضاء تؤثر على سمع كبار السن أكثر من تأثيرها على الشباب .
•  الجهاز العصبي: إن الضوضاء قد تتسبب في أمراض عديدة تصيب الجهاز العصبي وخاصة كلما كانت الضوضاء مركزة. فالضوضاء العالية تندفع إلى الجهاز العصبي في صورة تنبيهات كهر بائية وتعبر الألياف العصبية حتى تصل إلى لحاء المخ فتهيج خلايا تلك المنطقة. وهذا التهييج يكون له تأثير سلبي على كثير من أعضاء الجسم كالقلب الذي يسرع في نبضاته، والجهاز الهضمي الذي تتقلص بعض عضلاته حيث تزيد افرازات المعدة مما قد يؤدي إلى القرحة المعدية وقرحة الأثنى عشر، ويمكن أن تتأثر أيضاً افرازات الكبد والبنكرياس والأمعاء والغدد الصماء. وزيادة بعض هذه الإفرازات يمكن أن تؤدي إلى حدوث ارتفاع في نسبة السكر في الدم وإلى ارتفاع ضغط الدم. وقد تؤدي الضوضاء العالية المستمرة إلى إحداث توتر عصبي ومن ثم التقلب المزاجي الذي يشكو منه الكثيرون في العصر الحديث. وهذه التقلبات المزاجية قد تؤدي إلى الأرق واضطرا بات الجهاز الهضمي وارتفاع مستوى الكولسترول في الدم، وعدم القدرة على التعبير عن المشاعر والأحاسيس بصفة مستمرة.
أثر الضوضاء على إنتاجية العاملين:
تؤثر الضوضاء على إنتاجية العاملين بصورة عامة إذ تسبب لهم حالات الصداع ونقص القدرة على التركيز وعلى أداء الأعمال الذهنية لا سيما في العمليات الحسابية. وقد أجرت إحدى الشركات الأمريكية دراسة عن مدى تأثير الضوضاء على كفاءة الإنسان في إنجاز الأعمال الذهنية واستغرقت هذه الدراسة عاماً كاملاً. وكان من أهم نتائج هذه الدراسة أن الكفاءة تقل بشكل ملحوظ في جو العمل الذي تكثر فيه الأصوات العالية والضجيج عنها في حالة وجود مستوى منخفض من الضوضاء. ولقد وضعت الشركة مواد لامتصاص الصوت في الجدران وتوصلت إلى النتائج التالية:
1- انخفاض معدل الأخطاء الحسابية بنسبة 52%.
2- انخفاض معدل الخطأ في الضرب على الآلة الكاتبة بنسبة 29%.
3- انخفاض معدل التغيب عن العمل بسبب الأحوال المرضية بنسبة 27%.
وهذه النتائج توضح البعد الاقتصادي لمشكلة الضوضاء. وإذا ارتفع مستوى الضوضاء إلى 210 ديسيبل قد يؤدي إلى نقص القدرة على أداء العمل العضلي حيث يحس المعرض إلى هذا المستوى من الضوضاء باهتزازات داخل جسمه ويصاحب هذا الإحساس شعور بالانكماش والخوف.

الوقاية من الضوضاء
يمكن الوقاية من تأثير الضوضاء المزعجة بطرق عدة أهمها:
1- التخطيط الطبيعي للمدن: يجب على مخططي المدن والطرقات أن يأخذوا في اعتبارهم الآتي عند تخطيط المدن:
• أن تحاط المدينة بحزام أخضر والإكثار من المنتزهات لأن لها تأثيراً نفسياً ممتازاً يساعد على تهدئة الأعصاب.
•  إبعاد المصانع والورش عن داخل المدن والأماكن السكنية.
•  التقليل من وجود التقاطعات وإشارات المرور في الإمكان السكنية. وتبطين جدران المنازل القريبة من التقاطعات المرورية الرئيسية بمواد عازلة للصمت بما يتناسب مع الظروف المحيطة بها.
2- الطرق الهندسية:
• منع الضوضاء من مصدرها: يمكن تحسين التصميمات الهندسية ومراعاة خفض مستوى الضوضاء إضافة إلى الصيانة الدائمة مع ربط أجزاء الآلات بإحكام وتشحيمها باستمرار.
• تقليل الاهتزازات: وذلك بتركيب الآلات والأجهزة الثقيلة على قواعد ماصة أو مواد عازلة للصوت.
3- الطرق الطبية:
• الفحص الطبي الشامل للعامل قبل التحاقه بالعمل.
• الفحص الطبي الدوري للمعرضين للضوضاء للتأكد من مدى تأثرهم بها.
• الوسائل الشخصية

ويمكن أن تقسم هذه الوسائل إلى قسمين رئيسيين:
• التوعية العامة بأخطار الضوضاء وتأثيرها على العامل على المدى البعيد وأهمية الفحص الطبي الدوري.
• أدوات الوقاية الشخصية من سدادات وأغطية الأذنين والخوذات التي تغطي الرأس والأذنين معاً.
وهذه الوسائل يمكنها الحد من شدة الأصوات ما فوق 20 ديسيبل في أكثر الأحيان.
ومن العرض الذي تقدم يمكن القول بان التلوث بالضوضاء من مشاكل العصر التي تقلق راحة كثير من العلماء المهتمين بهذا الحقل ويجب العمل على نشر الوعي العام عن خطورة الضوضاء وطرق الوقاية منها من أجل الصحة العامة للناس المعرضين لها.

8مايو

(5) طرق رئيسه لتلوث الأغذية

منذ بداية النهضة العلمية الحديثة كان يتم تقيم الغذاء بل وتحدد جودته على مدى احتوائه من العناصر الأساسية الهامة مثل البروتين والفيتامينات والعناصر المعدنية الهامة مثل الحديد والفوسفور والكالسيوم. كما أن جميع طرق حفظ الأغذية كانت تقيم على أساس مدى محافظتها على هذه المكونات الرئيسية، إلا أن التطور التكنولوجي والعلمي ورغبة الإنسان في تنويع مصادر الغذاء، أما بسبب الفقر والبحث عن موارد رخيصة أو بسبب ارتفاع مستوى المعيشة والبحث عن أغذية جديدة أو طرق تصنيعية غير تقليدية والرغبة في إطالة مدة فترة الحفظ.
جميع هذه العوامل أدت إلى تغيرات وتطورات بالتأكيد غير سليمة ساعدت بطريقة مباشرة أو غير مباشرة على اعتبار الغذاء بصوره المختلفة سواء الطازجة أو المصنعة مصدراً هاماً ورئيسياً في انتشار كثير من الأمراض التي كانت محدودة التواجد في الفترات السابقة.
فمن المعروف أن ازدياد أمراض السرطان والقلب والفشل الكلوي والفشل الكبدي جميعها تعتبر أمراض المدنية وتزداد بزيادة مستوى المعيشة، ومن المؤكد أن الأغذية لها دوراً لا يمكن تجاهله في زيادة هذه الأمراض من خلال النمط الحديث للتصنيع الغذائي أو الإضافات المختلفة أو معالجة الخامات الغذائية ذاتها قبل التصنيع مثل المعاملة بالمبيدات الحشرية أو الهرمونات المواد الحافظة، المواد الملونة. وسوف نذكر تباعاً أنواع هذا التلوث:

1_ استخدام المبيدات:
فاستخدام المبيدات أصبح عاملاً رئيسياً لا يمكن استبعاده لرفع إنتاج الغذاء وتغطية احتياجات الإنسان مع التأكد من استحالة استبعاد آثار المبيدات من النبات، وبالتالي وصولها إلى الإنسان المستهلك ورغم أن القوانين الغذائية تحدد الحدود القصوى الممكن تواجدها في الغذاء الخام والمصنع، إلا أنه للأسف الشديد فأن العمليات التصنيعية أثناء خطوات حفظ الأغذية بالحرارة مثلا تؤدي إلى تكسير هذه المبيدات وخفض نسبة وجودها في الغذاء المصنع إلى الحدود المسموح بها قانوناً، إلا أن نتائج تكسير هذه المبيدات قد تكون أكثر سمية من المبيدات نفسها، ولا يمكن في الظروف العادية التعرف على نتائج أو نواتج تكسير المبيدات وسميتها، وبالتالي قد تكون الأغذية المصنعة مطابقة للقانون والمواصفات من حيث محتواها من المبيدات، إلا أنها غير سليمة للاستهلاك الأدمي وتسبب اضراراً عند تناولها نتيجة لاحتوائها على آثار تكسير المبيدات التي يستحيل التعرف عليها أو تحديدها.

2- طرق الطهي:
رغبة المستهلك في تنويع الغذاء الذي يتناوله أدى إلى الأكثار من استخدام الحرارة المباشرة كالشي أو التحمير في الدهون واساءة استخدام الدهون وإعادة استخدامها، ومن المعروف أن الشي خصوصاً على الفحم ينتج عند امتصاص الغذاء للعديد من نواتج تكسير الفحم الضارة بالصحة. كما أن التحمير المتعدد في الزيوت يؤدي أيضاً إلى تكوين مركبات ضارة بصحة المستهلك، بالإضافة على استخدام بعض الزيوت المستحدثة واستخدامها في التغذية رغم وجود تحفظات عديدة على استخدامها مثل زيت الشلجم واستيارين النخيل من المحتمل أن تؤدي إلى حدوث أضرار بصحة المستهلك، ولا يمكن استبعاد دور المستهلك نفسه في هذه النقطة، فرغم اقتناع الجميع بأن عملية سلق اللحوم تعطي غذاءً سليماً بلا أي أضرار أو مشاكل، إلا أن المستهلك دائما ما يربط اللحوم المسلوقة والمرض، ويزيد من استخدام الشي والتحمير لإعداد اللحوم رغم علم الجميع بما لهذه الطرق من آثار صحية على الأقل بالنسبة لبعض الفئات.

3- المضافات الغذائية: – ألوان الأغذية والمواد الحافظة:
يتم تقييم الغذاء أولاً بالنظر لهذا فقد عمد العديد من مصانع الأغذية إلى استخدام الألوان سواء الطبيعية أو الصناعية في معظم أنواع الأغذية، وخاصة الأغذية التي يتناولها الأطفال، ورغم وجود قوانين تحدد أنواع الألوان المسموح باستخدامها إلا أن هذه القوانين في معظم الدول خاصة النامية منها لا تحدد الكمية المسوح باستخدامها من هذه الألوان. كما أن طول الفترة التي يستخدم فيها الأطفال هذه الألوان في جميع ما يتناولونه من أغذية، بالإضافة إلى العديد من الألوان الطبيعية والصناعية الموجودة في هذه الأغذية التي يتنوع فيها الألوان على صحة الأطفال، هذا مع التأكد من وجود العديد من أغذية الأطفال المتداولة في الأسواق خارج المدن الكبرى بعيداً عن الأجهزة الرقابية وبما قد تحتويه من ألوان غير مسموح باستخدامها أصلا يعكس مدى الأضرار الناتجة من استخدام هذه الأغذية.
وفي الوقت الحالي فقد أدى زيادة الانتاج في بعض البلاد من سلع غذائية معينة والرغبة في التصدير إلى اماكن بعيدة وفتح أسواق جديدة أدت هذه العوامل مجتمعة إلى ضرورة اقتصادية لزيادة فترة صلاحية هذه المنتجات، وذلك عن طريق استخدام المواد الحافظة للأغذية مثل بنزوات الصوديوم وأملاح السوربات والبروبيوتات وخلافه أو استخدام ثاني أكسيد الكبريت لإعطاء لون فاتح للفواكه المجففة لزيادة رغبة المستهلك للشراء، وجميع هذه المواد الحافظة هي بطبيعتها مواد كيميائية لا يمكن اعتبارها غير ضارة بالصحة وإنما تحدد القوانين الغذائية الحد الأقصى المسموح باستخدامه منها، ولأنه في الوقت الحالي الاقتصاد أعلى صوتاً من العلم فأن الاتجاه الآن إلى زيادة نسب هذه المواد أو السماح بخلط أكثر من واحد منها في نفس الغذاء، وخلط هذه المواد الحافظة معاً أما في نفس الغذاء أو حتى باستخدام أكثر من غذاء كل منها يحتوي على مادة حافظة محددة تعتبر غير سليمة صحياً خاصة الأفراد الحساسة وهم الأطفال وكبار السن.

4- السموم الفطرية:
أحد مصادر تلوث الغذاء هو السموم الفطرية، ومع أن أول السموم الفطرية التي تم التعرف عليها كان الافلاتوكسين Aflatoxin في الفول السوداني، إلا أنه في الوقت الحالي ولأسباب مازالت غير محددة توجد عديد من السموم الفطرية الأكثر سمية من الافلاتوكسين تم عزلها من جميع الحبوب والبقول والحبوب الزيتية والبن وخلافه، وهذه السموم الفطرية قاتلة ويصعب التخلص منها بالحرارة المستخدمة في التصنيع. كما أن مطالبة الجهات الحكومية بالكشف عن السموم الفطرية بالنسبة لجميع الأغذية المحتمل اصابتها غير عملي وخارج امكانياتها، فلا يتم فحص المواد الغذائية إلا في حالة وجود فطر علماً بأن نتيجة ما يسمى عمليات الفرز والتجنيب من الممكن استبعاد اجزاء عليها فطر ظاهر، بينما توجد حبوب أخرى فيها الفطر أو السموم الفطرية داخل الحبوب ولا يوجد نموات ظاهرة وأسباب تواجد السموم الفطرية في العديد من البذور والحبوب وانتشار السموم الفطرية في الوقت الحالي قد يرجع أما إلى سوء التخزين، وذلك بتخزين الحبوب قبل تمام جفافها أو التخزين في أماكن رطبة أو النقل في عبوات تسمح بنفاذ الرطوبة أثناء الشحن لمسافات طويلة، أو قد تكون هذه الفطريات المفرزة للسموم قد حدث لها أو بها طفرات نتيجة للهندسة الوراثية أدت إلى افرازها لسموم شديدة السمية مقاومة للحرارة، فقد استمر العالم لفترة طويلة معتبرا أن الافلاتوكسينات الموجود على الفول السوداني فقط هي السموم الفطرية الوحيدة التي تسبب أضرارا للإنسان.
ومما سبق يتضح أن الغذاء في الوقت الحالي نتيجة للتنافس ورغبة المنتجين في زيادة الربح، ورغبة المستهلكين في تنوع مصادر الغذاء، والخلطات والاعتماد بنسب أكبر على الأغذية الجاهزة، كل ذلك يؤدي إلى زيادة حالات الأمراض الناتجة من تناول أغذية غير سليمة أو غير صحية مع انخفاض حالات سوء التغذية الناتج عن نقص التغذية وان الاعتماد على القوانين الغذائية أو المواصفات أو أمانة المنتجين لا يمكن أن يضمن توافر غذاء سليم آمن صحياً للمواطنين سواء كان الغذاء محلي أو مستورد.

5- استخدام مياه الصرف الصحي أو الزراعي:
مصدر آخر من مصادر تلوث الغذاء هو استخدام مياه الصرف الصحي أو الزراعي أما منفرداً أو مخلوطاً بمياه الري العادية في ري محاصيل زراعية غذائية مثل الفاكهة والورقيات والخضروات ، فهذه المياه بطبيعتها تتركز فيها كميات كبيرة من بقايا المبيدات والعناصر المعدنية الثقيلة وتنتقل إلى التربة ثم إلى النبات ثم الغذاء،ولا يمكن التخلص أو حتى التقليل من هذه العناصر الثقيلة عن طريق التصنيع بأي صورة من الصور وإنما تصل إلى الغذاء وتتراكم في جسم الإنسان بما لها من أضرار جسيمة، فارتفاع نسبة الزئبق في الأسماك حتى أدى إلى موتها من ارتفاع نسبة الزئبق في مياه الصيد في بعض مناطق من العالم، حتى أدى إلى وقف الصيد بها وهذه أحد صور التلوث الناتجة من عدم المعرفة بخطورة التعامل مع ملوثات البيئة وتأثيرها الضار، بل وقد يكون القاتل للإنسان علماً بأن التركيز على ذلك بدأ بعد موت السمك علماً بأن السمك لا يموت إلا بعد ارتفاع نسبة الزئبق بها إلى مئات أو حتى آلاف الحد الأقصى المسموح بتواجده في الغذاء (في حالة الزئبق مثلاً الحد الأقصى المسموح به في الغذاء هو جزء في المليون، بينما وجد في الأسماك فعلاً أرقام تفوق ذلك بكثير).
ومع أن عملية تعليب الأغذية أو حفظ الأغذية بالتعليب قد ينتج عنه ارتفاع نسبة الرصاص في بعض العينات إلا أن ذلك لا يعتبر من فساد الأغذية، حيث تتكفل الرقابة الحكومية والمعامل الرسمية باستبعاد هذه المعلبات. كما أن الكميات الموجودة بها حتى ولو تجاوزت المسموح به قانونا فهي أقل بكثير مما تحتويه مياه الصرف الصحي والصناعي من هذه العناصر.

14أبريل

( دراسه) لوحة مفاتيح الكومبيوتر أكثر تلوثا من المراحيض

صورة1

أظهرت دراسة حديثة أن بعض لوحات المفاتيح قد تحوي بكتيريا أكثر خطورة وضررا من تلك التي قد تكون في المراحيض.  وقالت مجموعة “ويتش” البريطانية لشؤون المستهلكين أن تحاليل أجريت في مكاتبها بلندن أظهرت أن بعض المعدات المكتبية تحمل بكتيريا يمكنها أن تسبب الإصابة بتسمم الطعام. وقد أجريت التحاليل على 33 لوحة مفاتيح وتبين أن أربعة منها تشكل خطرا صحيا وتبين أن إحدى هذه اللوحات تحتوي على عدد من البكتيريا يتخطى عدد تلك التي وجدت على كرسي المرحاض. وقال الدكتور بيتر ويلسون من الفريق الذي أجرى التحاليل انه تفاجأ بأن تكون إحدى اللوحات بهذه القذارة. وقال ويلسون أن هذه اللوحة كان فيها 150 مرة أكثر من عدد البكتيريا الطبيعي.

65903_61891

واعتبر الطبيب في حديث مع بي بي سي أن عمل عدة أشخاص على نفس اللوحات قد يسبب بانتقال الأمراض بين الموظفين في نفس المكان. واعتبر ويلسون انه إذا كان هناك أحدا من الموظفين يعاني من برد أو إسهال فعلى من يستعمل لوحة المفاتيح التي عمل عليها المصاب أن يتوقع أن يصاب بالشيء نفسه. وأشارت الدراسة أن سبب نمو البكتيريا في لوحات المفاتيح يعود أساسا لتناول وجبات الطعام خلف مكاتبهم. كما أشارت الدراسة إلى أن عدم التقييد بالعادات الصحية الأساسية مثل غسيل اليدين بعد دخول الحمام قد يكون أيضا احد الأسباب.  وكانت دراسة أجرتها جامعة أريزونا الأمريكية العام الماضي قد أظهرت أن كومبيوترات المكاتب تحتوي في بعض الأحيان على بكتيريا يصل عددها إلى أكثر من 400 مرة معدل تلك الموجودة على كراسي المرحاض.  كما رأت الدراسة أن عدد الجراثيم والبكتيريا في لوحات التحكم التي تستعملها النساء هو ثلاث لأربع مرات أكثر من التي تكون عادة موجودة على لوحات الرجال.

6أبريل

التلوث الاستهلاكي الرمضاني

فجأة ومن غير مقدمات تحول كل شيء، وأصبح حديث الناس لا يستساغ إلا عندما تفوح منه رائحة الثوم والبهارات.
تحولت الإعلانات التجارية في الصحف والمجلات وحتى في التلفزيون وربما جميع وسائل الإعلام إلى إعلانات عن أجود أنواع الطعام وكل ما لذ وطاب من الغذاء، وكأن الناس سيتحولون إلى أفواه ليس لها هم إلا التهام الطعام التهاماً، أو كأن البشر مقبلون على سبع سنوات عجاف.
وفجأة ومن غير مقدمات أيضاً إلا بتأثير من وسائل الإعلام المختلفة، هرع الناس وركضوا إلى الأسواق ركضاً، ذهبوا خفافاً ورجعوا ثقالاً محملين بكل ما وجدوه في سوق الاستهلاك المحلي، كل ما وجدوه في سوق الاستهلاك المحلي، كل ما يمت إلى شهر رمضان بصلة من قريب أو بعيد، وحتى في كثير من الأحيان حملوا معهم أغذية ليست ذات علاقة برمضان، ولا حتى بالعيد ولا الشهور التي تلي هذه الأشهر أو تسبقها، المهم أنهم حولوا البيوت إلى مخازن للأغذية، التي قد تنفد خلال الشهر الكريم!!
ومن جانب آخر أصبح هم الجهات المسئولة عن قطاع الغذاء أن توفر كل ما يمكن توفيره من أنواع مختلفة من الغذاء خلال شهر رمضان، فالبيض متوافر خلال الشهر، وكذلك اللحوم الحمراء والبيضاء وكل شيء، وما على المواطن إلا أن يصوم ولا يفكر إلا في بطنه، ولكن – وللأسف – تحولت هذه التصريحات إلى هاجس أخاف المواطنين من مغبة نفاد كميات الأغذية المطروحة في السوق، فتسابقوا إلى الأطعمة واستنفروا كافة طاقاتهم ليستحوذوا على كل ما تقع عليه الأيدي.
وهكذا نحن في كل سنة، نكدس الأغذية بمختلف أنواعها، نحول منازلنا إلى مستودعات ومخازن فتصبح مرتعاً – شئنا ذلك أم أبينا – للفئران والحشرات الضارة، ثم نشتكي من هذه الكائنات الضارة، وعندما ينتهي رمضان تنتهي أهمية الكثير من الأطعمة التي أنفقنا عليها مئات الريالات، فتصبح قمامة همنا أن نتخلص منها بشتى الطرق.
ليس ذلك فحسب، وإنما نحن كعرب متهمون جميعاً بأننا نستهلك من الغذاء أكثر مما ننتج، فنسبة الاستهلاك في الوطن العربي تزيد بمعدل 6% سنوياً، بينما لا تزيد نسبة الإنتاج سوى بنسبة 2.5%، وهذا العجز الواقع بين معدل الإنتاج والاستهلاك يتم سده باستيراد المواد الغذائية المطلوبة من بعض الدول التي تتلاعب في الأسعار بين الفينة والأخرى، فتجد دولنا نفسها مدفوعة على الرغم من إرادتها إلى دفع قيمة فاتورة مستورداتها من السلع والمنتجات الغذائية من المدخرات النفطية وبالعملة الصعبة.
أيها السادة: ما هكذا تورد الإبل، فليس الإسراف من سمات رمضان، ولا رجالات رمضان، فالأجداد لم يعرفوا هذا التلوث الاستهلاكي، بل ولم يقروه أبداً والتاريخ يشهد على ذلك، ورمضان لم يخلق لتناول الطعام، إن هو إلا شهر من شهور الله.
فيا أيها السادة اتقوا الله في هذا الشهر وكفوا عن هذا التلوث الاستهلاكي الذي لا يضر إلا صاحبه، ولا تنسوا قول الله تعالى: {وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين}. فلنكن صادقين مع أنفسنا ولنحاول أن نغير من هذا السلوك الاستهلاكي ولنقنن عملية شراء الأغذية ولو بالتدرج.
نتمنى أن نتخلى عن هذا السلوك الاستهلاكي المقيت، عندئذ نكون قد تخلصنا من أحد أنواع التلوث الذي نعاني منه.
© جميع الحقوق محفوظة 2016