8مايو

عربة التسوق رمز المستهلك …. كيف جاءت فكرتها ..؟

نجحت عربات التسوق في أن تفرض حضورها على كل المتاجر الكبيرة أينما كان في العالم ، وأكثر من ذلك فقد أصبحت رمزاً للتسوق ، بدليل أن بعض المخازن الكبرى بات يضع مجسمات عملاقة لهذه العربات ، ويضعها أمام مدخلة للدلالة على وجوده ، وللاستفادة  من حجمها وشكلها في مجال الإعلان .
وقد مرت عربه التسوق بمراحل كثيرة قبل أن تصل إلى شكلها المعروف اليوم ، فظهرت الحاجة إليها منذ النصف الأول من القرن العشرين ، عندما سمح اختراع الثلاجة للعائلة بأن تشترى دفعة واحدة حاجاتها من السلع المختلفة لأيام عديدة مقبلة ، قبل ذلك ، كانت السلسة التي تحملها المرأة من بيتها تكفي لاحتواء المشروبات وأحيانا  الأكياس الورقية التي توزعها المتاجر ، ولكن مع تضخم حجم هذه المشتريات ووزنها ، كان لا بد من ابتكار وسيلة تسهل عملية التسويق داخل المتاجر . 

(كلما جعلت التسوق سهلاً أما م الزبون ، اعتمد أكثر فأكثر على متجرك وازداد ربحك )
هذا هو المفهوم الذي جعل الأمريكي سيلفان جولدمان يفكر بطريقة ما تسهل حركة الزبائن أثناء تسويقهم وتغريهم باختيار أكبر قدر ممكن من الأصناف من دون أن يكترثوا ، وفي عام 1936م ، صمم جولدمان كرسياً خشبياً قابلاً للطي ، وزوده بسلتين فوق بعضهما ثم أضاف أربع عجلات للكرسي كي يصبح متحركاً ، ومن ثم عمل على تبسيط اختراعه بعض الشيء ، فصمم ستيلن من الأسلاك المعدنية فوق بعضها البعض ، وطرحها للاستعمال في متجره الخاص سنة 1937م ، ونال براءة اختراعه هذا سنة 1940م .

وأثمرت الجهود التي بذلها جولدمان في التعريف بابتكاره ، الذي لقي رواجاً كبيراً مما دفع المبتكر إلى إنشاء مصنع خاص لهذه العربات التي أصبحت السلعة الرئيسية التي يبيعها وجعلت منه مليونيراً .

وراجت عربات التسوق أينما كان في العالم من المخازن الكبرى إلى البقالات الصغيرة . ولم يعد استعمالها حكراً على متاجر المواد الغذائية ، بل دخل أيضاً إلى معظم  المتاجر على اختلاف أنواعها وصولاً إلى بعض المكتبات ، إذ بموازاة عربة التسوق التي تسير  بعجلات ثم استنباط السلال الصغيرة التي تحمل باليد للتسوق المحدود حجماً ولهذه الأخيرة وظيفة أخرى غير إراحة المتسوق ، فهي أيضاً تسحب الذرائع من الذين تسؤل لهم أنفسهم أن يضعوا مشترياتهم في جيوبهم لأنهم لا يستطيعون حملها كلها في أيديهم .
وفيما ينتهي دور التسوق أمام صندوق المتجر ، فغالباً ما يسمح للعربة بالخروج من المتجر وصولاً إلى موقف السيارات ، على أن يعمل بعض الموظفين في المتجر نفسه على جمع العربات من الخارج وإعادتها إلى مدخل الزبائن .

شارك التدوينة !

عن admin

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

© جميع الحقوق محفوظة 2016
%d مدونون معجبون بهذه: