مقالات

17يناير

تناقضات استهلاكيه

  • كميات كبيرة , قليلة الاستخدام من الأحذية و الملابس خاصة ملابس الأطفال و السيدات تزدحم في منازلنا .. و في الأخير نشتكي من عدم التوفير .
  • البعض يستحدث مناسبات ليس لها داع كأعياد الميلاد وعيد الأم و حفلات التخرج و حفلات الولادة و ربما حفلات الطلاق ، مما أرهق ميزانيات بعض الأسر بدواعي المجاملة .
  • يستدين قرض شخصي من البنك وربما من أصحابه لشراء سيارة فارهه من اجل ان يتفاخر بها عند اقرانه في شارع المدينة المشهور , وهو بالكاد يسدد إجار شقته أو بيته .
  • نؤجل فريضة الحج او العمرة عاماً بعد عام بحجة غلاء أسعار الحملات أو حتى بسبب أسعار الفنادق بمكة المكرمة ، ولكن نقترض من البنوك من أجل السياحة في أوربا .
  • يقود سيارته بتهور بين المطبات وبسرعة عالية مما يكلفه إصلاحها او صيانتها كل فتره، وفي الأخير يشتكي من ضياع أمواله .
  • لا يرتاح إلا إذا تناول كوبين او ثلاثة على الأقل يوميا من أحد المقاهي، أو تناول إحدى وجباته بشكل يومي من أحد المطاعم , ثم يتساءل عن عدم توفيره لأي مبلغ من مرتبه.
  • وفي الأخير , بعض هؤلاء هم من ازعجونا في تويتر تحت هاشتاق #الراتب_مايكفي_الحاجه .

وهذا له أسبابه ومنها :

  • حمى الشراء والتسوق الترفي عند الأفراد حباً للتباهي والتميز والذي زاد عن حدة .
  • أصبح الهدر المالي والإنفاق من دون حساب تحت بند “عش يومك” امراً عادياً .
  • ضياع الأولويات عند الكثير من الاسر .
  • انعكاس الاستهلاك المفرط على التوازن الأسري.
  • مرض المباهاة والمفاخرة والتقليد في تزايد دون حلول .
  • بعضهم يقترضون ويرهقون أسرهم إلى حد الاستدانة والوقوع في كوارث مالية ؟
  • استغلال علم سلوك المستهلك سلباً من بعض الشركات لإغرائه بالشراء كماً لا كيفاً .
  • ضياع الاعلام بين الإعلان وبين مسئوليته المجتمعية .
  • وسائل التواصل الاجتماعي لها دور كبير جداً في تزايد ممارستنا الاستهلاكية السلبية .
  • عائلات كثيرة تعاني مادياً بسبب ملاحقة طلبات أبنائها وبالذات بناتها المراهقات بسبب اعلانات المشاهير .

ولذلك :

  • نحن بحاجة الى إعادة برمجة , ماذا نحتاج و ماذا لا نحتاج .

2 يناير 2019

17يناير

توعية المستهلك ….. تشهير …. أم تحذير …؟

هل ما يقوم به نشطاء توعية المستهلك في وسائل التواصل الاجتماعي من بث معلومات وتنبيهات توعوية وصور لواقعة غش أو تلاعب او تحايل تم رصدها ــ دون وجود رائحة تشهير من اسم أو علامة أو موقع أو دليل من قريب أو بعيد ــ يعتبر تشهيراً يحاسب عليه ويدخل ضمن الجرائم المعلوماتية…؟

أم أن هذا يدخل ضمن تنبيه الجهات المعنية لمخالفات نظامية، وتنبيه الآخرين من المستهلكين عن ممارسات قد تحدث لهم على سبيل التوعية  ؟

إن ما يقوم به البعض من تقديم شكوى مدعياً التشهير به – وهي عكس ذلك – للجهات المختصة على سبيل الترهيب والتخويف لكل من قام بتوعية الناس وتحذيرهم من ممارسات خاطئة أو مخالفات واضحة أو طرق للتحايل والتلاعب، إنما هدفه استمرار جهل الناس بأمور حياتهم الاستهلاكية والمادية واستغلالهم والتلاعب بهم وبمقدراتهم وأن يبقوا على جهلهم من خلال إيقاف توعيتهم وتنبيههم لما قد يمرون به في حياتهم الاستهلاكية .

هذه النوعية من البشر يريد أن يبقى المستهلك جاهلاً ليتسنى له التلاعب به والتحايل عليه وممارسة الغش التجاري بكل انواعه من أجل مكاسبة المالية فقط دون الاهتمام بحياة الناس وسلامتهم .

إن الحرب على نشطاء توعية المستهلك في وسائل التواصل الاجتماعي ـ الذين نذروا أنفسهم لتنمية الوعي الاستهلاكي لدى المجتمع تطوعاَ ـ هي حرب مستمرة من قبل نوعيات لا مبدأ لهم سوى “خلوني العب على كيفي و إلا أبشكي” .

 

17 يناير 2019

6نوفمبر

الاحتكار.. مزايا للشركات وإضرار للمستهلك

هل ترضى أن تشتري سلعتك قسرًا – تحت ضغط الحاجة – بالسعر الذي يرغب فيه منتج تلك السلعة، وليس السعر الذي يرضيك أنت؟

وهل ترضى أن تفقد صفة الاختيار بين أكثر من نوع لنفس السلعة؟

هل ترضى أن تفقد حريتك في اتخاذ قرار الشراء؟

هذا ما يحدث بالفعل عندما يسود الاحتكار.

ونظرًا لأن السوق هو المكان الذي تمارس فيه الأنشطة الاقتصادية من بيع وشراء وإنتاج للسلع والخدمات فإنه من خلال هذه الممارسات تنشأ العلاقات المختلفة التي تشكل هيكل السوق من الناحية العملية، ومن ثَمَّ فإن مفهوم السوق واسع ويعني أكثر من مجرد ذلك المكان الذي تذهب إليه للتبضع وشراء الحاجيات، وبالتالي فهو يمثل الشركات المتعاملة في السوق وأحجامها وأنواع ومواصفات السلع المتداولة، والأنظمة القانونية للانخراط في النشاط الاقتصادي وتصفية الأعمال وما إلى ذلك، ويمكن من الناحية العلمية تفسير الأسواق إلى أربعة أنواع وفقًا لأعداد وأحجام الشركات المتعاملة في السوق وطبيعة أو السلعة والقيود على الدخول والخروج من السوق كالآتي:

1 – سوق المنافسة التامة.

2 – سوق المنافسة الاحتكارية.

3 – سوق احتكار القلة.

4 – سوق الاحتكار.

والتي يمكن التمييز بينها على أساس أعداد وأحجام الشركات المتعاملة في السوق وطبيعة أو السلعة والقيود على الدخول والخروج من السوق وفق الجدول التالي:

 عدد وحجم الشركات
 طبيعة المنتج
 الدخول والخروج من والى السوق
 
المنافسة التامة
 شركات كثيرة بأحجام صغيرة
 متماثلة
 سهل
 
المنافسة الاحتكارية
 شركات كثيرة بأحجام صغيرة
 متباينة
 سهل
 
احتكار القلة
 عدة شركات إحداها على الأقل كبيرة
 متماثلة أو متباينة
 قد توجد بعض القيود
 
الاحتكار البحت
 شركة واحدة
 منتج وحيد
 حماية كاملة ضد دخول المنافسين
 

ويمكن أيضًا تقسيم هذه الأسواق من الناحية العلمية إلى فئتين، الفئة الأولى: أسواق المنافسة التامة والاحتكار، وهي حالات بعيدة عن الواقع العملي؛ إذ إنه في سوق المنافسة التامة يصعب وجود منتجات متجانسة أو متماثلة تمامًا كما أن حرية الدخول والخروج من السوق لا يمكن أن توجد بشكل مطلق، وفي سوق الاحتكار يصعب وجود منتج وحيد لا بديل له ووجود سوق مغلق لا يمكن لمنافسين جدد الدخول إليه مطلقًا.

الفئة الثانية: أسواق المنافسة الاحتكارية واحتكار القلة تمثل العديد من الأسواق الفعلية في الواقع العملي، ومن أمثلة أسواق احتكار القلة صناعة السيارات والسجاير وشيكات البث التليفزيوني أو المرئي، أما المنافسة الاحتكارية فأبرز أمثلتها سوق الخدمات مثل: المطاعم، والصناعة، والملابس، والخدمات المصرفية، وما إلى ذلك؛ومن ثَمَّ يعرف الاحتكار على أنه: عبارة عن تركيبة أو هيكلية معينة لسوق ما، تسمح لشركة واحدة أو متعامل واحد فيه بإنتاج سلعة أو خدمة ما وحمايته من منافسة الآخرين له.

ويمكن أيضًا تقسيم هذه الأسواق من الناحية العلمية إلى فئتين، الفئة الأولى: أسواق المنافسة التامة والاحتكار، وهي حالات بعيدة عن الواقع العملي؛ إذ إنه في سوق المنافسة التامة يصعب وجود منتجات متجانسة أو متماثلة تمامًا كما أن حرية الدخول والخروج من السوق لا يمكن أن توجد بشكل مطلق، وفي سوق الاحتكار يصعب وجود منتج وحيد لا بديل له ووجود سوق مغلق لا يمكن لمنافسين جدد الدخول إليه مطلقًا.

الاحتكار في مواجهة المنافسة التامة
وتستخدم مفاهيم الاحتكار والمنافسة التامة كمتضادات؛ حيث تعتبر المنافسة التامة هي الوضع الأمثل، والاحتكار هو الوضع المضاد لها، وعليه تسعى السياسة العامة إلى الوصول إلى الوضع الأمثل أو الاقتراب منه وتجنب الاحتكار؛ نظرًا للمساوئ التي ينطوي عليها؛ إذ إن المحتكر باستطاعته أن يمارس عملية التحكم في الأسعار للمنتج الذي ينتجه ويفرض سعرًا واحدًا عاليًا ليعظم أرباحه، أو أن يفرض سعرًا منخفضًا لمنع منافسيه من الدخول إلى السوق أو أن يقوم بفرض أسعار مختلفة حسب فئات المستهلكين فيما يعرف بعملية “تمييز الأسعار” Price Discrimination، ومن أمثلة ذلك فرض أسعار مختلفة لاستهلاك الطاقة الكهربائية (سعر للاستهلاك المنزلي، وسعر للأغراض التجارية، وسعر للأغراض الصناعية) وهكذا. ويشترط لممارسة عملية تمييز الأسعار توافر الشرطين الآتيين:

1 – إمكانية تصنيف المستهلكين إلى فئات.

2 – ألا يستطيع المستهلك إعادة بيع السلعة التي حصل عليها بسعر منخفض إلى المستهلكين الآخرين.

فائض المستهلك والمنتج يحدد حالة السوق
ويستخدم الاقتصاديون في تحليلاتهم لمقارنة الوضع الأمثل (المنافسة التامة) مع الوضع غير المرغوب فيه ( الاحتكار) المفاهيم التالية:

1 – فائض المستهلك وهو الفرق بين أقصى سعر يرغب المستهلك في دفعه مقابل وحدة واحدة من سلعة ما، وبين السعر الذي يدفعه فعلاً مقابل هذه السلعة.

2 – فائض المنتج: وهو الفرق بين السعر الذي يستلمه المنتج مقابل وحدة واحدة من السلعة التي ينتجها، وبين الحد الأدنى للسعر الذي يمكن أن يقبله لكي يبيع هذه السلعة؛ حيث يتضح من المقارنة وجود ثلاثة فروق أساسية:

1 – أن فائض المستهلك أقل في ظل الوضع الاحتكاري.

2 – أن فائض المنتج أكبر في ظل الوضع الاحتكاري.

3 – أن مجموع فائض المستهلك والمنتج، في الاقتصاد ككل أقل في ظل الوضع الاحتكاري.

وبذلك نجد أن الوضع الاحتكاري يضر بالمستهلك وبالاقتصاد ككل، والسبب في ذلك هو أنه في ظل الوضع الاحتكاري يتم تضييع مكاسب محتملة من التبادل بين الطرفين، كان يمكن تحقيقها لولا وجود الاحتكار، وهو ما يُسمى بالخسارة الباهظة Deadweight Loose، وهو الأمر الذي يبرر تدخل الدولة وصانعو السياسية لمحاولة منع حدوث هذا الوضع وعدم السماح لشركة واحدة أو حتى عدة شركات بالتحكم في السوق ككل وسن التشريعات المنظمة لذلك، مثل قوانين مكافحة الاحتكار وقوانين المنافسة؛ وذلك لكي تحقق الأهداف التالية:

1 – حماية المستهلك والاقتصاد من الضرر الذي يسببه الاحتكار.

2 – تنويع الخيارات والبدائل أمام المستهلك.

3 – تحقيق مبدأ تساوي الفرص في ممارسة النشاط الاقتصادي ودخول الأسواق.

4 – تحقيق الكفاءة في إنتاج السلع والخدمات.

احتكار الشركات متعددة الجنسيات
وفي الاقتصاد المعاصر تعددت أنواع السلع والخدمات؛ لاتساع الأنشطة الإنتاجية وكبر حجم المنشآت الصناعية والزراعية، وبالتالي تعدد الاستعمالات بما يشمل الاستهلاك والاستثمار والادخار، وصار الاحتكار يعتري كثيرًا من الأنشطة الاقتصادية والتجارية على مستوى الأفراد والمنشآت والدول كوحدات اقتصادية، وصار للاحتكار انعكاسات مباشرة على حياة الناس يمكن إجمالها في الآتي:

1 – إحياء مشكلة الندرة بمعنى محدودية السلع والخدمات مقابل الطلب المتزايد عليها في السوق، الأمر الذي يؤدي إلى النقص في تلبية الحاجات الضرورية خاصة ما يتعلق بالملبس والمأكل والمسكن والعلاج.

2 – ارتفاع الأسعار: وهو ما يعرف بالتضخم السعري سلع وخدمات قليلة مقابل تزايد الطلب عليها، وهو أحد أسباب التضخم إضافة إلى زيادة كمية العملة المتداولة بالنسبة إلى كمية البضائع والخدمات المتاحة.

وتكون آثار الاحتكار أشد قسوة عندما تمارسه مجموعة متضامنة من المحتكرين أو الشركات الضخمة التي تمتلك رؤوس أموال كبيرة وإنتاجًا وفيرًا تستطيع بموجبه أن تتحكم في السوق، وأن تفرض أسعارًا فيها مغالاة فادحة. وهو ما يُعرف في علم الاقتصاد باحتكار القلة؛ حيث يقوم عدد قليل من الشركات أو مصادر توريد السلع بالسيطرة على سوق صنف معين من المنتجات أو الخدمات. وأبرز صور هذا الاحتكار في الاقتصاد المعاصر الشركات الدولية متعددة الجنسية Multinational on Transnational corporations (TNC,)

وهي شركات تباشر نشاطها في أكثر من دولة من خلال تملك أصول إنتاجية ورأسمالية في الدولة الأم “بلد المنشأ” والدول المضيفة “بلد الاستثمار”، ولا يقتصر نشاطها على التحويلات الرأسمالية “الاستثمار الأجنبي المباشر”، بل يشمل نقل التكنولوجيا والسلع والخدمات الإدارية والمالية.

وهي شركات ذات طبيعة احتكارية بمعنى سيطرتها على إنتاج سلع معينة في مجالات الصناعات التحويلية والاستخراجية والمرافق العامة والخدمات، كما أن الأسواق التي تتعامل فيها هذه الشركات يحكمها عدد قليل من المنتجين وتتميز أيضًا باستخدام التقنية المتطورة والمهارات الخاصة في استثماراتها ومنتجاتها من السلع والخدمات، إضافة إلى الدعاية والإعلان، وكلها من أبرز صفات أسواق احتكار القلة. كما أن بعض هذه الشركات يتبع أسلوبًا تجاريًّا يتيح لها التنوع في الأنشطة والمنتجات، مما يوفر لها فرص الخروج من دائرة التخصص الشيق بما يتضمنه من مخاطر الارتباط بسوق سلعة معينة ويحقق لها سيطرة اقتصادية أكبر.

هذه الشركات متعددة الجنسية صار لها تأثير كبير في علاقات التبادل التجاري بين الدول، فمن جملة “50” أكبر شركة متعددة الجنسية في العالم تمتلك الولايات المتحدة الأمريكية “33” شركة، بينما تمتلك بريطانيا “5” شركات، وكل من اليابان وسويسرا “3” شركات، وألمانيا “2” شركتين، وفرنسا واحدة “1” ؛ وبقية الدول “3” فقط.

مزايا متعددة للاحتكار
ويلاحظ أن الشركات متعددة الجنسية تتميز بمزايا احتكارية عديدة جعلتها تسيطر سيطرة تامة على الأسواق خارج حدودها القومية، ومنها:

 (1) المزايا الاحتكارية التمويلية:

تتمتع هذه الشركات بمراكز مالية قوية في بلد المنشأ؛ ومقارنة بالشركات المحلية في بلد الاستثمار تُعَدُّ الشركات متعددة الجنسية ذات مراكز مالية متفوقة ومتعاظمة. فمثلاً شركة إكسون Exxon الأمريكية يتكون رأس مالها من 5 شركات تشكل وحدة اقتصادية واحدة حوالي 366 بليون دولار. كما تستفيد هذه الشركات من التمويل الممنوح لها بأسعار فائدة منخفضة.

(2) المزايا الاحتكارية التقنية:

للشركات متعددة الجنسية تقنية متطورة مقارنة بالشركات الوطنية، ويقاس التطور التقني بنفقات البحث العلمي والتطوير التي تتركز حول طرق إنتاج جديدة ومنتجات محسنة وجديدة وزيادة درجة تغاير المنتجات، مما يزيد قدرة الشركة على تسويق منتجاتها والتحكم في السوق على وجه احتكاري.

 (3) المزايا الاحتكارية التسويقية:

تعتبر مزايا التسويق أحد أهم الصفات الاحتكارية التي تتميز بها الشركات متعددة الجنسية مقارنة بالشركات الوطنية التي تكون في وضع ضعيف للغاية، فالشركات الدولية متعددة الجنسية لها قدرة على القيام بأبحاث التسويق للتعرف على ظروف السوق وأذواق المستهلكين والتنبؤ بالتغيرات المحتملة على المستوى الإنتاجي والاستهلاكي والتوزيعي.

كما تقوم أيضًا بأعمال الدعاية والإعلان التي تهدف إلى استدامة الطلب على منتجاتها؛ ولهذه الشركات شبكات توزيع واسعة مما يساعد على بسط سيطرتها في الأسواق.

هذه العوامل مجتمعة جعلت الشركات متعددة الجنسية في وضع تنافسي لا يبارى، ولا تستطيع الشركات الوطنية مجتمعة أن تحقق ما تحققه الشركات متعددة الجنسية من وضع احتكاري يمكنها من بسط نفوذها في الأسواق.

إن الاحتكار على النمو المشار إليه لوضعية الشركات متعددة الجنسية لا يقتصر على نوعية السلع فقط، بل على الثقافة التي تحملها السلعة والقيم المعنوية التي لها تأثير على أنماط الحياة والأذواق والسلوك الإنساني.

 

 

علي عبد العزيز – د. محمد شريف بشير  

 أستاذ الاقتصاد بجامعة العلوم الإسلامية – ماليزيا

5نوفمبر

(ورقة عمل) تأثير وسائل التواصل الاجتمــــــــاعي على سلامة الغذاء

مع نفوذ لوسائل التواصل الاجتماعي وتطور تقنياتها السريع أصبح تداول المعلومات بل والشائعات في متناول الجميع وبرزت «سطوة» الشائعات وسيطرتها على نوافذ التواصل الاجتماعي التي نحملها بين ايدينا
ولم تستثن هذه الشائعات مجالاً من «نيرانها» وامتدت مظلة حرائقها لتشمل كل الجوانب والاهتمامات الحياتيه ، وفي مقدمة ذلك تأتي تلك التي تتعلق بالمنتجات الغذائية، بدءاً بمنتجات الماركات المشهورة في الأطعمة السريعة، مروراً بالعصائر والمشروبات، وليس انتهاء باللحوم والعطور والشوكولاتة بل والأدوية، كلها أصبحت في مرمى نيران الشائعات. ومع قليل من الوعي في التعاطي مع هذه الشائعات، هناك جمهور عريض يتلقف ما تجود به « قروبات الواتساب» تحديدا والتي يصل بعضها اليه من خلال اعلانات اومعلومات مضللة في (السناب شات) وبعدها (تويتر).
وعلى طريقة «عاجل»، و«انشر تؤجر» او ( احذر …. وبلغ من تحب) تشتعل نيران معركة النشر والتعميم ، ويشتد حمى الوطيس، وتتحول الثقة بمنتجاتنا وغذائنا اليومي إلى رماد ناهيك عن التشكيك في جهاتنا التشريعية والرقابية المختصه ، او اختراع أغذية وخلطات عشبيه ما انزل الله بها من سلطان بقصد الصحة والنشاط او العلاج وكل ذلك من اجل هدف تجاري بحت او تشوية سمعة المنافس ضمن حروب تجارية
نرسل ونستقبل، ولا ندقق في الأمر، بل نتسابق مع الزمن للنشر والبث دون اكتراث للعواقب بقصد الاسبقيه ( والعالم ببواطن الأمور) اوالنصح عن طيب نيه.
ولم يعلم هؤلاء ان بعض المعلومات هي كيدية في الأصل والذي يعزف ناشروها على وتر حاجه الناس الصحية ومن اجل المتاجرة فقط. او اجتهادات مبنية على ظنون وتجارب قاصره ليست حقيقية.
وهنا اصبح المستهلك ضحية حروب الشركات المتنافسه او معلومات مضللة ليس لها أي سند علمي او مرجع معتمد.
ولم يعلم هؤلاء ان هذه المعلومات الغير موثقه يمكن أن تحدث أو تتسبب في حصول قلق، أو توتر نفسي لبعض أفراد المجتمع الذين يثقون بالمنتجات الغذائية، وهو ما يهدد ثقة الناس بغذائهم
بعد ذلك يتبين بطلان ما ينشر أو يشاع من خلال بيان رسمي متأخر وبعد ان سقط عدد من الضحايا نتيجة لذلك ، ولكنها تظل بمثابة علامة استفهام تدور من حولها الأسئلة، وتطرح الاستفسارات عن مقاصدها وأسبابها

حجم التأثير لوسائل التواصل من خلال احصائيات عام 2018م

الفيس بوك
 16 مليون مستخدم نشط في السعودية
يوتيوب
 هناك أكثر من 5 مليار مشاهدة للفيديوهات كل يوم.
انستقرام
 هناك 12 مليون مستخدم نشط في السعودية

واتساب
 يقدر عدد مستخدميه بنحو 700 مليون مستخدم نشط شهريًا.
تويتر
 هناك 11 مليون مستخدم نشط في السعودية
سناب شات
 هناك 14 مليون مستخدم نشط في السعوديه
 يبلغ عدد مستخدميه ب 178 مليون مستخدم نشط يوميًا.

عبدالله المغلوث مدير مركز التواصل الحكومي في تصريح له في فبراير 2018
 السعودية رقم 7 في العالم باستخدام وسائل التواصل
 اذ يستخدم اكثر من 75% من سكان المملكة هذه الوسائل
 بما يعادل 25 مليون شخص تقريبا
 السعودية هي الأعلى في معدلات ارتفاع استخدام هذه الوسائل بنسبة 32%
 بينما الارتفاع عالميا لا يتجاوز 13%

الواتساب لدينا في منافسه شرسة مع تويتر وانستقرام وسناب شاب
ويتميز الواتساب انه يلقى اهتمام من شريحتين لدينا :
 شريحة الكبار
 وشريحة غير المتعلمين او قليلو التعليم

وأظهرت دراسة في الامارات ان 84% كان نصيب “وأتساب” كأكثر وسائل التواصل استخداماً عربيا

إذا لماذا الاقبال الكبير عليها ولماذا فرضت نفسها وبقوة داخل المجتمعات العربية ..؟
 سهولة استخدامها
 مجانيتها
 وجمعت لأول مرة بين النص والصورة
 حولت المستخدِم لها من متلقٍّ للمعلومة الى منتِج ومرسل لها ومشارك فيها
 وتعتبر مصدر جديد وجيد للحصول على المعلومات
 ويستخدمها مَن يشاء، لنشر الأخبار والآراء بشكل حر
 اعتمدت الكثير من الفضائيات عليها للحصول على الأخبار على عكس المتوقع

لماذا سيطرة الشائعات على نوافذ التواصل الاجتماعي التي نحملها بين أيدينا …؟؟؟؟

الأسباب:
 الحروب التجارية بين المتنافسين
 كثرة العابثين من مستخدمي وسائل التواصل لأغراض مختلفه كالشهرة مثلا .
 سهولة استخدام بعض تطبيقات التصاميم المجانيه في الهواتف الذكيه شجع العابثين على نشر الكثير منها
 ضعف المسئولية الاجتماعية والأخلاقية للمعلن وخاصة في القضايا الصحيه والغذائيه
 حب بعض المختصين للشهرة والانتشار وبثهم لمعلومات غير دقيقيه في غير تخصصهم (الرطب المسرطن)
 استغلال الحس الإنساني وطيبة الناس لمساعدة البعض او تحذيرهم.
 دور بعض مشاهير وسائل التواصل دون ادنى مسئولية في بث بعض المعلومات المضلله
 سطوة أموال المعلن
 تهاون بعض الجهات في الملاحقة القانونيه لبعض المشاهير
 او حتى السرعة في نفي المعلومة وتصحيحها.

تأثيرات وسائل التواصل

 إيجابا:
 ساهمت في التوعية المعرفية فقط لدى افراد المجتمع وخاصة من قبل المتخصصين او من خلال حسابات الجهات المعنية بالأغذية وربما ساهمت في التوعية السلوكية ولكن بشكل ضعيف ، وهناك فرق بين الحالتين
 ساهمت في تواصل الجمهور الدائم مع الجهات ذات العلاقة فيما يتعلق بالتبليغ اوالشكاوى والملاحظات والمقترحات ومعرفة جوانب النقص لديها
 استثمار الجهات المعنية لهذه الوسائل في مجال التوعيه والوصول الى اكبر عدد ممكن من فئات المجتمع
 باتت هذه الوسائل كعين الرقيب والناقد لأداء الجهات الرقابية المختصه.
 سرعة استجابة الجهات المعنيه والتفاعل مع بلاغات المستهلكين اكثر من البلاغات عبر الهاتف.
 ساهمت في ازدياد عدد المتخصصين المتطوعين في مجال التوعية الغذائية .

 سلبيا :
 استغلال هذه الوسائل للمكائد والحروب التجاريه وبعضها موسمي من اجل تشوية منتج منافس ( المشروب الرمضاني ) ( اندومي) واستفادة شركات الأغذية المنافسة في أسواق البيع من هذه الرسائل المغرضة وتكرار هذه الرسال في نفس التوقيت من كل عام
 دور مشاهير السوشل ميديا وتأثيرهم الإعلاني السلبي ( المياه المساعده من الشفاء من السرطان )
 الرقابة الضعيفه لبعض االجهات الذات العلاقه تجاه هذه الإعلانات.
 المتاجرة بامراض الناس من خلال ادعاءات طبية مضلله من خلال تناول بعض الزيوت والنباتات ( ورق شجرة الزيتون ومرض السكري ) و الخلطات العشبيه ليس لها أساس علمي والفواكه (عصير فاكهة الاساي – خلطات بأسماء رنانه .. مثلا )
 استغلال بعض الأسماء العلمية المختصة والمشورة ووضع أسمائهم في رسائل مضلله .
 خضوع بعض المختصين والأطباء تحديدا لأموال التاجر المعلن وإدخاله في الحرب التنافسية( الموكيت والرخام)
 وصول الشائعات إلى أيدي أناس بسطاء يثقون بكل ما يصل إليهم من هذه الوسائل لاعتقادهم انها مصادر رسميه.
 ادعاء بعض العابثين حول معلومات معينه وخطيرة عن منتج غذائي حللها وأصدرها مركز طبي او مستشفى
 تضرر بعض الناس صحيا وخاصة المرضى من بعض هذه الرسائل المضللة

طرق جديده للإعلانات المضللة
 خطورة ودور الإعلان الغير مباشر او الصامت او الإعلان الايحائي في التاثير والافلات من المسئوليه (كأن يتناول رياضي أغذية مضرة دون استشارة طبيه (مشروبات الطاقه ) بالاتفاق مع الشركة المعلنه).
 تاثير الأداء السلوكي من المشاهير عند شراء او استهلاك أنواع من الاغذيه(غير الصحيه) على متابعيهم من النشء
 قيام المشاهير بتعمد إظهار لقطه لمنتج غذائي غير صحي وكأنها بشكل عفوي ضمن رسالته الترفيهيه

توصيات مقترحه
 ضرورة الرد السريع والمكثف من الجهات الحكومية المختصة حول ماينتشر في وسائل التواصل
 ضرورة تصنيف المعلومات الغذائية المضلله نظاما كجرائم معلوماتيه
 طالبت جمعية المستهلك وزارة الاعلام في احدى ورشها عن ( المشاهير والتوعيه) بوضع نظام صارم لذلك
 الصرامة في تطبيق النظام الجدبد والتي ستخضع جميع الإعلانات المتعلقة بالغذاء له بما فيها الإعلانات التي ينشرها مشاهير وسائل التواصل بداية من نوفمبر القادم

المؤتمر السابع للغذاء والتغذية
(15– 16 اكتوبر 2018م – الرياض)

27أبريل

17 نوعا من الأطعمة تستطيع تناولها بعد إنتهاء صلاحيتها دون أية مخاطر

كما توجد أطعمة لا يمكن أكلها بعد إنتهاء صلاحيتها مثل البيض وفواكه البحر واللحوم … الخ .
توجد أيضاً أطعمة يمكن أكلها لأشهر بعد إنتهاء صلاحيتها دون مشكلة، بل حتى لسنوات أو مدى الحياة ، يبدو هذا غريباً، لكنه صحيح، فالتواريخ المعروضة على التغليف الخاص، يخص الشركات المنتجة لضمان مردودية معينة، أما تاريخ إنتهاء الصلاحية الحقيقي فيبقى رهين نوعية المنتوج فقط وكيفية حفظه.

ويود 17 نوعا من الاطعمة تستطيع تناولها بعد انتهاء صلاحيتها دون اية مخاطر .. بشرط

1 – عسل النحل، لا يفسد أبداً، ولسنوات طويلة بعد فتحه، بل لا يفسد نهائياً، يكفي أن يحفظ في مكان مظلم وبارد مع مراعاة غلق العلبة بإحكام، وإن ترسبت بعض البلورات أسفلها، يمكن وضع العلبة في وعاء به ماء دافئ.

2 – الشوكولاتة، تبقى لسنتين بعد إنتهاء الصلاحية مع مراعاة حفظها في مكان بارد، جاف ومظلم.

3 – العدس والفاصولياء الجافة، يمكن استهلاكها لسنوات بعد إنتهاء الصلاحية ما لم تتكون بها حشرات، و لتفادي حصول هذا، يمكن الاحتفاظ بها في الثلاجة.

4 – السمك بالزيت المعلب، إن وجدت علبة قديمة، استهلكها دون مشكلة فإن لم تنتفخ العلبة ولم يتشوه شكلها أو كان بها ثقب، فهذا يعني أن ما فيها سليم وأنه لم يكن هناك تفاعلات في المنتوج.

5 – الحليب المعالج حرارياً UHT يمكن استهلاكه شهرين بعد إنتهاء الصلاحية، تبقى مشكلة واحدة وهي نقص في فوائده فقط.

6 – الجبنة المعفنة أو الجبنة الزرقاء، كلما تعفنت أكثر كلما ازدادت قيمتها الغذائية  “بسبب البكتيريا النافعة “

7 – المواد المجمدة surgelé، عدا اللحم المفروم الذي يبقى 9 أشهر فقط بعد إنتهاء الصلاحية، فباقي المواد إن احتفظ بها في درجة حرارة تحت °18 فهي تبقى صالحة لسنوات.

8 – الزبادي، يبقى صالحاً للاستهلاك 3 أشهر بعد انتهاء الصلاحية ما لم تفتح العلبة أو كان بها خدش، وما لم تنتفخ العلبة.

9 – التوابل، تفقد مع الوقت نكهتها لكنها تبقى صالحة مدى الحياة.

10 – الأرز، عدا الأرز الأسمر الذي يفقد فقط نكهته مع الوقت، يبقى صالحاً مع باقي أنواع الأرز إلى ما لا نهاية.

11 – السكر، بكل أنواعه لا يفسد أبدا إن احتفظ به في مكان بارد وجاف.

12 – خلاصة الڤانيلا، تبقى صالحة مدى الحياة، مع مراعاة حفظها في مكان جاف ومظلم ومغلقاً بإحكام، فهي تحافظ بهذا الشكل بكامل نكهتها ورائحتها الطيبة.

13 – الخل الأبيض، يبقى صالحاً مدى الحياة.

14 – كل أنواع المعكرونة الجافة تبقى صالحة إلى ما لا نهاية وإن كانت دون تغليف.

15- نشا الذرة، لا تنتهي صلاحيتها أبداً.

16 – الملح لا ينتهي صلاحيته أبداً.

17 – شراب القيقب  sirop d’érable يبقى صالحاً مدى الحياة، يمكن الاحتفاظ به مغلقاً بإحكام في المجمد للمحافظة على نكهته.

المصدر :

http://arrayane.net/17-%d8%a3%d8%b7%d8%b9%d9%85%d8%a9-%d9%8a%d9%85%d9%83%d9%86-%d8%a3%d9%83%d9%84%d9%87%d8%a7-%d8%a8%d8%b9%d8%af-%d8%a5%d9%86%d8%aa%d9%87%d8%a7%d8%a1-%d8%b5%d9%84%d8%a7%d8%ad%d9%8a%d8%aa%d9%87%d8%a7/

 

24مارس

تعرف ماذا تأكل …. جرّب الزراعة المنزلية إن استطعت …. فكروا فيها

• هل فكرت يوماً أن يكون لك مزرعتك الصغيرة التي تغنيك عن الذهاب إلى السوق وشراء بعض مستلزماتك من الخضار والورقيات التي لا تعرف متى وكيف زُرعت وحُصدت؟
• كان لي تجربة شخصية في هذا الشأن؛ حيث أمضيت عاماً كاملاً تقريبا دون أن أضطر للذهاب لشراء الورقيات والخضار من السوق.
• كان لذلك لذة جميلة، خاصة وأنت تأكل منتجاً غذائياً طازجاً لم يمضِ على حصاده سوى دقائق.
• إذا كان لديك مساحة صغيرة في إحدى جوانب منزلك، فيمكنك تخصيصها لإنشاء ما يسمى بحديقة الورقيات والخضراوات، واستخدام إنتاجها على مدار السنة؛ حيث يمكن زراعة محاصيل الخضار والورقيات بأنواعها.
• بعضنا نجح في استثمار هذا المكان وهذه الهواية، التي تحتاج فقط إلى قليل من الرعاية والاهتمام. بل إن بعضنا نجح في استثمار سطح المنزل لهذا الهدف.
• الأحواض المستطيلة الجاهزة هي الأنسب لتأسيس أرضية هذه الزراعة وتنويع محاصيلها مع وضع نظام التنقيط للري.
• في حالة صغر حجم مساحة المكان المخصص للزراعة، يجب أن تتجنب زراعة محاصيل الخضراوات التي تأخذ حيزاً كبيراً.
• تضيف هذه الزراعة لمسة جمالية وكذلك تصبح أيضاً متنفساً دائماً لأهل المنزل.
• مصدر جيد لخضراوات نظيفة وآمنة صحياً للاستهلاك الشخصي.
• تخفيف الأثر الناتج من سقوط أشعة الشمس المباشرة على الأسطح.
• المحافظة على نسبة ثاني أكسيد الكربون إلى الأوكسجين وزيادة نسبة الأوكسجين في الهواء.
• تتفادى أزمات غلاء بعض الخضراوات كالطماطم وغيرها وارتفاع أسعارها المجنون.

• فكروا فيها.

20مارس

د جاسر الحربش : السعوديون يعبثون بالوقت والصحة والمال ثم يشتكون من الامراض

لماذا يمرض الشعب السعودي

د جاسر الحربش

لا أعتقد أنه يوجد شعب آخر غير الشعب السعودي لديه نفس القدرات على العبث بالوقت والصحة والمال وتضييعها على المتع التافهة. الأمثلة على المتع التافهة والضارة أيضا كثيرة، وليس لها علاقة سلبية أو إيجابية بالأخلاق الحميدة. هي فقط ممارسات لا تضيف شيئاً مفيداً للعقل ولا للمهارات ولا لصحة النفس والبدن. السهر الطويل لربات البيوت أمام المسلسلات والبرامج الفضائية حتى ساعات الفجر، ثم الاستيقاظ مع صلاة الظهر، هذه واحدة من أهم الممارسات الشائعة للعبث بالوقت والصحة والمال. من بين كل عشر مراجعات للعيادات الطبية تشتكي سبع أو ثماني سيدات من عسر الهضم وحرقة المعدة وانتفاخ البطن والإجهاد السريع وضيق التنفس. عندما تسأل إحداهن عن برنامج حياتها اليومي تكتشف أنها تسهر حتى ساعات الفجر أمام التلفزيون، ثم تنام حتى الظهر، لتستيقظ بمزاج البائس التعيس الذي لم ير نور الصباح ولم يستنشق هواء نقياً منذ أعوام طويلة. بالفحص الطبي يتضح عند هذا النوع من ربات البيوت مجموعة من الأمراض الناتجة عن العبث بالوقت والحياة. عضلة المريء ترتخي مما يسبب الارتجاع الحمضي. والأمعاء تصبح طبلاً مليئاً بالغازات المتخمّرة من وجبة العشاء المتأخرة، والكبد غارقة في الدهون، وهناك فقر دم رغم السمنة الظاهرة، وعضلات الأطراف ضامرة رغم ضخامة الجذع والبطن، وطاقة التنفس هزيلة والعظام هشة بسبب نقص فيتامين د وعنصر الكالسيوم، لانقطاع التعرُّض لأشعة شمس الصباح. ما هي إلا سنوات قليلة ثم يداهم مثل هذه السيدة مرض السكري والكوليسترول وحصوات المرارة وارتفاع ضغط الدم، ثم تتحوّل إلى عالة على منزلها ومصدر نزيف مالي مستمر على الأدوية والاستشارات الطبية. وعلى النقيض من هذه الكتلة العليلة من الشحوم تكون العاملة الآسيوية التي لا يزيد وزنها على خمسين كيلوغراماً، قادرة على العمل لمدة اثنتي عشرة ساعة متواصلة دون آلام عضلية ولا لهاث في التنفس ولا انتفاخ في الأمعاء، تضع رأسها على المخدة قبل منتصف الليل فتستمتع بنوم عميق مريح ثم تصحو في السادسة صباحاً مثل العفريت. تنازلت ربة البيت عن استثمار وقتها فيما يفيد، وأهملت الشروط الضرورية لاكتمال الصحة ودفعت المال للعاملة لتنوب عنها في إدارة المنزل. ضحّت بكل ذلك مقابل السهر ساعات إضافية على مسلسلات وبرامج تافهة في الفضائيات. هذا النموذج من ربات المنازل لا يتواجد فقط في الطبقات الغنية المرفّهة، بل تجده في أغلب البيوت حتى في أبعد قرية سعودية عن العمران. الشبان والشابات من طلبة المدارس والجامعات، مصابون أيضاً بداء السهر وبنفس العلل الصحية المترتبة عليه، لأنهم يسهرون حتى بعد منتصف الليل على أجهزة الدردشة وبرامج التلفزيون. الرجال في مثل هذه البيوت لديهم نفس الاعتلالات والأمراض، لأنهم يدمنون السهر في الاستراحات وملاحق المنازل، ويتناولون وجبات عشاء دسمة بعد منتصف الليل من أقرب مطعم فيصبح الحال من بعضه. السائق الأجنبي هو الذي يقوم بأداء الأعمال التي تتطلب الالتزام بشروط الصحة والنشاط. قبل سنوات الطفرة الأولى لا أعادها الله، كان الناس عندنا ينامون بعد صلاة العشاء بساعتين على الأكثر، وينهضون مع بواكير الفجر الأولى مكتملي الحيوية والنشاط، ومع طلوع الشمس ينصرف كل طرف إلى مهماته اليومية. آنذاك كانت معدّلات الإصابة بالسكري وضيق الشرايين وتصلُّب المفاصل والاعتلالات الهضمية تكاد تكون صفراً. مجتمعنا الحالي مصاب بكل أمراض التسيب والتساهل مع الوقت وشروط الحياة الطبيعية. نحن في أمسّ الحاجة إلى إعادة تأهيل وبرامج توعية، تعيدنا إلى الالتزام بقواعد التعامل مع الزمن وشروط الجودة النوعية للحياة. لولا الخشية من فساد الأطعمة في ثلاجات ومخازن التبريد، لاقترحت قطع الكهرباء عن المنازل والاستراحات قبل منتصف الليل، باستثناء يوميْ نهاية الأسبوع.

جريدة الجزيرة

17مارس

وصفت بالقاتل الاكبر : السُمنة تقتل 11 مليون شخص ، وتكلفة علاج أمراضها 2 تريليون دولار سنويا … ونحن نتفرج

• كان يوم الأحد الفائت هو اليوم الــ (15) من شهر مارس، وهو الموعد المحدد منذ عام 1985م لحماية حقوق المستهلك عالميا، ولذا فالمنظمة العالمية للمستهلك (CI) قامت بحملة ضغط تحت شعار (لنظم غذائية أكثر صحية) لحشد أكبر عدد من المستهلكين في كل دول العالم، لإطلاق صرخة المستهلك (أريد عالما يكون فيه لجميع المستهلكين الحق في الحصول على غذاء صحي، ويجب على منظمة الصحة العالمية اتخاذ الإجراءات اللازمة).

• هذه الصرخة كانت من خلال كل وسائل التواصل الاجتماعي، بل إن المنظمة وضعت دليلا إرشاديا وزمنيا لعامة المستهلكين، لإيصال هذه الرسالة للجهات الدولية ذات العلاقة. وابرزها منظمة الصحة العالمية

• وقالت المنظمة في رسالتها ” إن النظم الغذائية غير الصحية تساهم في حدوث أكثر من (11) مليون حالة وفاة سنويا حاليا، وهذا يعني أنه يعتبر الآن القاتل الأكبر، بل إنه يفوق وفيات التبغ. ويقدر تكاليف علاج أمراض السمنة وحدها كمرض السكري وأمراض القلب وبعض أنواع السرطان بـ (2) تريليون دولار سنويا، وأنه يجب أن يستيقظ العالم على كوارث النظم الغذائية غير الصحية التي تفتك بالبشر “

• ودعت المنظمة العالمية لحقوق المستهلك منظمة الصحة العالمية (WHO)، إلى وضع معاهدة عالمية لدعم حقوق المستهلكين في الغذاء الصحي، من خلال الحد من مستويات عالية جدا من الدهون والملح والسكر في الأطعمة اليومية، وتقليل تسويق الوجبات السريعة للأطفال، ووضع العلامات الواضحة والإرشادية لمساعدة المستهلكين على اختيار نظام غذائي صحي، وتحسين معايير الطعام الذي يقدم في المؤسسات العامة مثل المدارس والمستشفيات.

• السمنة تزداد بسرعة عجيبة بين أطفالنا قبل كبارنا في منطقتنا الخليجية والعربية، غير مكترثين بما يؤول إليه الأمر، وعليه فالتكاليف العلاجية الحالية والمستقبلية لأمراض السمنة ستشكل عبئا على الأسرة وعلى الدولة.

• أين نحن من تلك الصرخات العالمية..؟؟

جريدة الشرق

٢٠١٥/٣/١٣

11مارس

المستودعات ….. سكن العمالة … الشاحنات …. حيث رأس الافعى هناك

• إن متابعة ورقابة وتفتيش الأسواق عن السلع المغشوشة والمقلدة وكذلك الأغذية الممنوعة رقابياً وصحياً في ظل عدم الكفاية الكاملة للمراقبين لدى الأجهزة المختصة كوزارة التجارة والبلديات وغيرهما، يعتبر أمراً صعباً للغاية.

• فعدد المدن الكبيرة والمتوسطة في السعودية يتجاوز الــ 100 مدينة، ناهيك عن عدد المدن الصغيرة والقرى والمحلات والمطاعم في المحطات المنتشرة في الطرق بين مدن ومحافظات المملكة.

• ولك أن تتخيل إجمالي عدد المحلات التجارية والمطاعم والمستودعات في هذه المدن، التي لا يمكن السيطرة عليها «رقابيا» بالأعداد الحالية من المفتشين والمراقبين في الجهات المعنية.

• تقول مصلحة الإحصاءات العامة في تقريرها لعام 2010م إن عدد المنشآت في مجال «التجارة ــ الصناعات التحويلية ــ الإطعام» أكثر من «475» ألف منشأة في المملكة.

• نعم لا تستطيع أي دولة في العالم القضاء على المخالفات التجارية، ولكن المطلوب الحد منها بأكبر قدر ممكن.

• لذلك فعلى الجهات ذات العلاقة بالمستهلك القضاء على «المصدر»، فمن ناحية مصلحة الجمارك معروف دورها وما يجب التركيز عليه، ولكن الجهات الأخرى الرقابية والتفتيشية داخل المملكة كوزارة التجارة والبلديات تحديداً عليها إيقاف عملية التصنيع المزيف والمغشوش أو الإعداد السيئ للسلع والمنتجات، وأقصد بها «المستودعات ـــ سكن العمالة وكذلك الشاحنات » والتركيز عليها. ومنح مكافآت لمن يرشد عنها.

• ابحثوا عن رأس الأفعى.

جريدة الشرق

٢٠١٥/٣/٦

3مارس

بعد سنوات من سيطرة التاجر على الإعلام …… وسائل التواصل سلاح المستهلك

• انخفض تأثير كثير من الشركات الخدمية أو المنتجة على المستهلك من خلال سلاحها الوحيد وهو وسائل الإعلام التقليدية التي سيطرت عليه زمناً طويلاً.

• هذه السيطرة كانت موجهة بالدرجة الأولى نحو عدم نشر أو بث أي انتقاد أو تقصير أو شكوى تجاهها وهو ما تعتبره هذه الشركات نوعاً من أنواع التشهير الذي يعود سلباً على سمعتها وسمعة منتجها.

• كما أن هذه السيطرة موجهة كذلك نحو نشر أي موضوع يعزز من صورتها الإيجابية أمام المتلقي «المستهلك»، بل إنه لا مانع من صيغ المبالغة أو إضافة أي ميزة جديدة رغم عدم أهميتها.

• وسائل الإعلام التقليدية «المقروءة والمرئية» وهي تستفيد من زخم الترويج الإعلامي والمدفوع وغير المدفوع لا لوم عليها وهو حق «مشروع» لها ونتفهمه جيداً في بعض الحالات.

• في هذه الحالة فإن كفتي الميزان التجاري «التاجر والمستهلك» لم تعودا متساويتين، حيث يُمنع الرأي الآخر «المستهلك» من نشر رأيه تجاه «التاجر» أو سلعته.

• بعد سنوات من السيطرة المالية التجارية على وسائل الإعلام، قيّض الله لـ «المستهلك» وسائل إعلامية أكثر تأثيراً ومتابعة من وسائل الإعلام المسيطر عليها من قبل التاجر وهي وسائل التواصل الاجتماعي التي تعتبر نذير شؤم لبعض الشركات.

• سقط آخر سلاح في يد «التاجر» وبات حذراً ـ إلى حد كبيرـ من ورود اسم شركته أو منتجه وقد نالها التشهير بحق أو دون حق.

• انقلبت الآية.. وبات التاجر هو من يخاف ويخشى وسائل إعلام المستهلك.

جريدة الشرق
٢٠١٥/٢/٢٧

© جميع الحقوق محفوظة 2016