5نوفمبر

(ورقة عمل) تأثير وسائل التواصل الاجتمــــــــاعي على سلامة الغذاء

مع نفوذ لوسائل التواصل الاجتماعي وتطور تقنياتها السريع أصبح تداول المعلومات بل والشائعات في متناول الجميع وبرزت «سطوة» الشائعات وسيطرتها على نوافذ التواصل الاجتماعي التي نحملها بين ايدينا
ولم تستثن هذه الشائعات مجالاً من «نيرانها» وامتدت مظلة حرائقها لتشمل كل الجوانب والاهتمامات الحياتيه ، وفي مقدمة ذلك تأتي تلك التي تتعلق بالمنتجات الغذائية، بدءاً بمنتجات الماركات المشهورة في الأطعمة السريعة، مروراً بالعصائر والمشروبات، وليس انتهاء باللحوم والعطور والشوكولاتة بل والأدوية، كلها أصبحت في مرمى نيران الشائعات. ومع قليل من الوعي في التعاطي مع هذه الشائعات، هناك جمهور عريض يتلقف ما تجود به « قروبات الواتساب» تحديدا والتي يصل بعضها اليه من خلال اعلانات اومعلومات مضللة في (السناب شات) وبعدها (تويتر).
وعلى طريقة «عاجل»، و«انشر تؤجر» او ( احذر …. وبلغ من تحب) تشتعل نيران معركة النشر والتعميم ، ويشتد حمى الوطيس، وتتحول الثقة بمنتجاتنا وغذائنا اليومي إلى رماد ناهيك عن التشكيك في جهاتنا التشريعية والرقابية المختصه ، او اختراع أغذية وخلطات عشبيه ما انزل الله بها من سلطان بقصد الصحة والنشاط او العلاج وكل ذلك من اجل هدف تجاري بحت او تشوية سمعة المنافس ضمن حروب تجارية
نرسل ونستقبل، ولا ندقق في الأمر، بل نتسابق مع الزمن للنشر والبث دون اكتراث للعواقب بقصد الاسبقيه ( والعالم ببواطن الأمور) اوالنصح عن طيب نيه.
ولم يعلم هؤلاء ان بعض المعلومات هي كيدية في الأصل والذي يعزف ناشروها على وتر حاجه الناس الصحية ومن اجل المتاجرة فقط. او اجتهادات مبنية على ظنون وتجارب قاصره ليست حقيقية.
وهنا اصبح المستهلك ضحية حروب الشركات المتنافسه او معلومات مضللة ليس لها أي سند علمي او مرجع معتمد.
ولم يعلم هؤلاء ان هذه المعلومات الغير موثقه يمكن أن تحدث أو تتسبب في حصول قلق، أو توتر نفسي لبعض أفراد المجتمع الذين يثقون بالمنتجات الغذائية، وهو ما يهدد ثقة الناس بغذائهم
بعد ذلك يتبين بطلان ما ينشر أو يشاع من خلال بيان رسمي متأخر وبعد ان سقط عدد من الضحايا نتيجة لذلك ، ولكنها تظل بمثابة علامة استفهام تدور من حولها الأسئلة، وتطرح الاستفسارات عن مقاصدها وأسبابها

حجم التأثير لوسائل التواصل من خلال احصائيات عام 2018م

الفيس بوك
 16 مليون مستخدم نشط في السعودية
يوتيوب
 هناك أكثر من 5 مليار مشاهدة للفيديوهات كل يوم.
انستقرام
 هناك 12 مليون مستخدم نشط في السعودية

واتساب
 يقدر عدد مستخدميه بنحو 700 مليون مستخدم نشط شهريًا.
تويتر
 هناك 11 مليون مستخدم نشط في السعودية
سناب شات
 هناك 14 مليون مستخدم نشط في السعوديه
 يبلغ عدد مستخدميه ب 178 مليون مستخدم نشط يوميًا.

عبدالله المغلوث مدير مركز التواصل الحكومي في تصريح له في فبراير 2018
 السعودية رقم 7 في العالم باستخدام وسائل التواصل
 اذ يستخدم اكثر من 75% من سكان المملكة هذه الوسائل
 بما يعادل 25 مليون شخص تقريبا
 السعودية هي الأعلى في معدلات ارتفاع استخدام هذه الوسائل بنسبة 32%
 بينما الارتفاع عالميا لا يتجاوز 13%

الواتساب لدينا في منافسه شرسة مع تويتر وانستقرام وسناب شاب
ويتميز الواتساب انه يلقى اهتمام من شريحتين لدينا :
 شريحة الكبار
 وشريحة غير المتعلمين او قليلو التعليم

وأظهرت دراسة في الامارات ان 84% كان نصيب “وأتساب” كأكثر وسائل التواصل استخداماً عربيا

إذا لماذا الاقبال الكبير عليها ولماذا فرضت نفسها وبقوة داخل المجتمعات العربية ..؟
 سهولة استخدامها
 مجانيتها
 وجمعت لأول مرة بين النص والصورة
 حولت المستخدِم لها من متلقٍّ للمعلومة الى منتِج ومرسل لها ومشارك فيها
 وتعتبر مصدر جديد وجيد للحصول على المعلومات
 ويستخدمها مَن يشاء، لنشر الأخبار والآراء بشكل حر
 اعتمدت الكثير من الفضائيات عليها للحصول على الأخبار على عكس المتوقع

لماذا سيطرة الشائعات على نوافذ التواصل الاجتماعي التي نحملها بين أيدينا …؟؟؟؟

الأسباب:
 الحروب التجارية بين المتنافسين
 كثرة العابثين من مستخدمي وسائل التواصل لأغراض مختلفه كالشهرة مثلا .
 سهولة استخدام بعض تطبيقات التصاميم المجانيه في الهواتف الذكيه شجع العابثين على نشر الكثير منها
 ضعف المسئولية الاجتماعية والأخلاقية للمعلن وخاصة في القضايا الصحيه والغذائيه
 حب بعض المختصين للشهرة والانتشار وبثهم لمعلومات غير دقيقيه في غير تخصصهم (الرطب المسرطن)
 استغلال الحس الإنساني وطيبة الناس لمساعدة البعض او تحذيرهم.
 دور بعض مشاهير وسائل التواصل دون ادنى مسئولية في بث بعض المعلومات المضلله
 سطوة أموال المعلن
 تهاون بعض الجهات في الملاحقة القانونيه لبعض المشاهير
 او حتى السرعة في نفي المعلومة وتصحيحها.

تأثيرات وسائل التواصل

 إيجابا:
 ساهمت في التوعية المعرفية فقط لدى افراد المجتمع وخاصة من قبل المتخصصين او من خلال حسابات الجهات المعنية بالأغذية وربما ساهمت في التوعية السلوكية ولكن بشكل ضعيف ، وهناك فرق بين الحالتين
 ساهمت في تواصل الجمهور الدائم مع الجهات ذات العلاقة فيما يتعلق بالتبليغ اوالشكاوى والملاحظات والمقترحات ومعرفة جوانب النقص لديها
 استثمار الجهات المعنية لهذه الوسائل في مجال التوعيه والوصول الى اكبر عدد ممكن من فئات المجتمع
 باتت هذه الوسائل كعين الرقيب والناقد لأداء الجهات الرقابية المختصه.
 سرعة استجابة الجهات المعنيه والتفاعل مع بلاغات المستهلكين اكثر من البلاغات عبر الهاتف.
 ساهمت في ازدياد عدد المتخصصين المتطوعين في مجال التوعية الغذائية .

 سلبيا :
 استغلال هذه الوسائل للمكائد والحروب التجاريه وبعضها موسمي من اجل تشوية منتج منافس ( المشروب الرمضاني ) ( اندومي) واستفادة شركات الأغذية المنافسة في أسواق البيع من هذه الرسائل المغرضة وتكرار هذه الرسال في نفس التوقيت من كل عام
 دور مشاهير السوشل ميديا وتأثيرهم الإعلاني السلبي ( المياه المساعده من الشفاء من السرطان )
 الرقابة الضعيفه لبعض االجهات الذات العلاقه تجاه هذه الإعلانات.
 المتاجرة بامراض الناس من خلال ادعاءات طبية مضلله من خلال تناول بعض الزيوت والنباتات ( ورق شجرة الزيتون ومرض السكري ) و الخلطات العشبيه ليس لها أساس علمي والفواكه (عصير فاكهة الاساي – خلطات بأسماء رنانه .. مثلا )
 استغلال بعض الأسماء العلمية المختصة والمشورة ووضع أسمائهم في رسائل مضلله .
 خضوع بعض المختصين والأطباء تحديدا لأموال التاجر المعلن وإدخاله في الحرب التنافسية( الموكيت والرخام)
 وصول الشائعات إلى أيدي أناس بسطاء يثقون بكل ما يصل إليهم من هذه الوسائل لاعتقادهم انها مصادر رسميه.
 ادعاء بعض العابثين حول معلومات معينه وخطيرة عن منتج غذائي حللها وأصدرها مركز طبي او مستشفى
 تضرر بعض الناس صحيا وخاصة المرضى من بعض هذه الرسائل المضللة

طرق جديده للإعلانات المضللة
 خطورة ودور الإعلان الغير مباشر او الصامت او الإعلان الايحائي في التاثير والافلات من المسئوليه (كأن يتناول رياضي أغذية مضرة دون استشارة طبيه (مشروبات الطاقه ) بالاتفاق مع الشركة المعلنه).
 تاثير الأداء السلوكي من المشاهير عند شراء او استهلاك أنواع من الاغذيه(غير الصحيه) على متابعيهم من النشء
 قيام المشاهير بتعمد إظهار لقطه لمنتج غذائي غير صحي وكأنها بشكل عفوي ضمن رسالته الترفيهيه

توصيات مقترحه
 ضرورة الرد السريع والمكثف من الجهات الحكومية المختصة حول ماينتشر في وسائل التواصل
 ضرورة تصنيف المعلومات الغذائية المضلله نظاما كجرائم معلوماتيه
 طالبت جمعية المستهلك وزارة الاعلام في احدى ورشها عن ( المشاهير والتوعيه) بوضع نظام صارم لذلك
 الصرامة في تطبيق النظام الجدبد والتي ستخضع جميع الإعلانات المتعلقة بالغذاء له بما فيها الإعلانات التي ينشرها مشاهير وسائل التواصل بداية من نوفمبر القادم

المؤتمر السابع للغذاء والتغذية
(15– 16 اكتوبر 2018م – الرياض)

شارك التدوينة !

عن عبدالعزيز الخضيري

من أوائل المهتمين بشئؤن المستهلك ، له تجربته الاعلاميه (صحافه - تلفزيون) وكاتب صحفي سابقا ، قدم اول برنامج تلفزيوني لتوعيه المستهلك ومن المؤسسين لجمعية حماية المستهلك ، حائز على وسام حماية المستهلك من معالي وزير التجارة عام 2018 للمزيد ... راجع " نبذة عني "

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

© جميع الحقوق محفوظة 2016
%d مدونون معجبون بهذه: