14مايو

الادوية المغشوشه

لا يموت أي شخص إذا اقتنى حقيبة يد غير أصلية أو ارتدي  تي شيرت مقلد. ولكن يمكن أن يتعرض للموت إذا تناول عقار مغشوش
هوارد تسوكر- مساعد مدير عام التقنيات الصحية والعقاقير بمنظمة الصحة الدولية، 18 فبراير 2006 خلال المؤتمر الدولي لمكافحة العقاقير المغشوشة

تُكتشف معظم الأدوية المغشوشة عن طريق الصدفة البحتة، وهو ما يعني أننا نرى فقط قمة الجبل الجليدي الطافية. إننا نفترض أن هناك جبل جليدي عملاق تحت الماء، ولكن أحدا لم يتمكن من وضع رأسه تحت الماء ليراه حتى الآن
فاليريو ريجي- منظمة الصحة العالمية 2007

د / يعقوب حداد

تمثل الأدوية المغشوشة مشكلة صحية خطيرة على المستوى العالمي الحجم الحقيقي لتلك المشكلة غير معروف على وجه التحديد ولا يوجد عقار أو منتج مُحصّن ضد هذه المشكلة العالمية ولا يتمتع أي سوق بحماية كاملة من تلك الأدوية  ويجب مواصلة التوعية بخطورة هذه الأدوية وتوابعها الصحية

ويمكن تعريف المستحضر الطبي المغشوش بأنه مستحضر طبي، أو تركيبة أو سواغ (مادة غير فعالة) أو مركب دوائي يتم بشكل عمدي و/ أو احتيالي تقديمه للسوق بصورة غير صحيحة، خاصة فيما يتعلق بماهيته و/ أو مصدره و/ أو تاريخه 

تُقدّر منظمة الصحة العالمية مبيعات الأدوية المغشوشة كالتالي:
 1% في الدول المتقدمة
 10% في الدول النامية
 50% عبر الانترنت

يتم تداول الأدوية المغشوشة على المستوى العالمي عبر سلاسل توريد الأدوية الرسمية في كل من أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية ويشمل ذلك كافة أنواع العقاقير

قام اتحاد DG Taxud للجمارك والضرائب في أوروبا بتنظيم حملة موسعة للرقابة على الأدوية شاركت فيها كل الدول الأعضاء في الاتحاد ممثلة في هيئات الجمارك بتلك الدول، وقد نتج عن تلك الحملة ضبط العقاقير التالية:
34 مليون قرص مغشوش من بينها عقاقير حيوية لانقاذ حياة المرضى
 ضبط 2.2 مليون قرص دفعة واحدة في بلدة زافنتيم البلجيكية، منها 1.6 مليون قرص مسكن للألم و600 ألف قرص مضاد للملاريا  

10% هي نسبة الأدوية المغشوشة من إجمالي أسواق الدواء العالمية وتقفز تلك النسبة لحوالي 70% من إجمالي سوق الأدوية في بعض البلدان النامية وتُقدر مبيعات الأدوية المغشوشة في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها عام 2006 بما لا يقل عن 32 مليار دولار وسجلت دول غرب المحيط الهادي (الصين، الفلبين، وفيتنام) أكبر عدد من التقارير المتعلقة بالأدوية المغشوشة من بين كل دول المنطقة، حيث مثلت تلك التقارير 49% من إجمالي حالات الأدوية المغشوشة في المنطقة

تقسيم الأدوية المغشوشة على مستوى العالم:

 16% من الأدوية المغشوشة في العالم تحتوي على مركبات دوائية خاطئة
17%  من الأدوية المغشوشة في العالم تحتوي على كميات غير سليمة من المركبات الدوائية الصحيحة
60%  من الأدوية المغشوشة في العالم لا تحتوي على أي مادة فعالة مطلقا

الجرائم المرتبطة بالأدوية- الاحصائيات العالمية في 2009

2003 حالة غش أدوية، واستخدام غير شرعي للأدوية الأصلية بالإضافة لحالات السرقة- أكثر من 9.2%
1693 حالة غش أدوية- أكثر من 6.8%

118 دولة طالتها آثار الأدوية المغشوشة
808 عقار تعرض للغش- أكثر من 36%
1468 حالة اعتقال- أكثر من 60%
48% من حالات الضبط كانت على نطاق تجاري (> 1000 جرعة)

بدون    عنوان

أهم الأمراض: 
أمراض الجهاز البولي والتناسلي
مضادات العدوى
الجهاز العصبي المركزي

العوامل الرئيسية التي تساعد على غش الأدوية
الكسب السريع والسهل هو أهم دوافع الدخول لعالم غش الأدوية. فتكاليف الإنتاج منخفضة للغاية، خاصة مع اهمال معايير الجودة والسلامة الدوائية

 عدم كفاية القوانين والقواعد المنظمة وعدم تطبيقها أدى لضعف شبكة التوريد أمام غزو الأدوية المغشوشة، مع ضعف القدرة على كشف المتورطين في تلك الصناعة ومعاقبتهم

عدم التعاون بين الأطراف المعنية: يجب على السلطات الصحية، والجمارك، وأجهزة الشرطة، وقطاع الصناعة والتجارة التعاون فيما بينها بشكل فعال، وتبادل المعلومات بما يكشف عمليات غش الأدوية ويردع منتجي وتجار تلك الأدوية

نقص التوعية: إن الجهل بمخاطر الأدوية المغشوشة بين المتخصصين في مجال الرعاية الصحية والمرضى من شأنه إعاقة الكشف عن تلك الأدوية والإبلاغ عنها، وذلك على الرغم من فشل تلك الأدوية في العلاج أو تسببها في أعراض جانبية خطيرة.

اختبارات الكشف عن الأدوية المغشوشة
هل المنتج مغشوش؟
هل التركيبة الدوائية الفعالة (API) مذكورة؟
ما هي المخاطر الطبية المحتملة على المريض؟
هل العبوة نفسها مغشوشة؟
هل توجد طريقة ما للتعرف على عينة الدواء المغشوش؟
هل يوجد انتهاك للعلامة التجارية؟
هل يمكن تصنيف العينة المشكوك فيها أو ربطها بعينة أخرى مغشوشة؟

إن التعرف على مصدر العينات المغشوشة يمكنه المساهمة بشكل فعال في جمع المعلومات ووضع خطة واضحة للتحرك واستخدام الاختبارات المعملية لدعم التحريات وتنفيذ القانون  وتحديد طبيعة العقار المغشوش وليس فقط التعرف عليها

اختبارات الكشف عن العقاقير المغشوشة

التحاليل غير الروتينية
الميكروسكوب الإلكتروني
التحاليل الكيميائية للكتلة الكمية
التحاليل الغازية لطيف الكتلة

الأسلوب التجريبي
التحليل اللحظي المباشر
التصوير الطيفي بالأشعة تحت الحمراء
تصوير حيود اشعة X

التحاليل الفيزيائية الروتينية
الفحص بالعين المجردة
التصوير الرقمي
الوزن والقياسات
تحليل الصورة
الميكروسكوب العادي
المسح الطيفي الميكروسكوبي

التحاليل الكيميائية الروتينية 
تحليل رامان الطيفي
تحليل فورير الطيفي بالأشعة تحت الحمراء
التحليل الطيفي لانتشار الطاقة بأشعة X

العوامل الرئيسية التي تساعد على غش الأدوية
الأسواق التي لا تخضع للقوانين والتنظيمات

ضعف الإرادة السياسية: في بعض الدول، لا تدرك بعض الهيئات الحكومية وجود تلك المشكلة أو طرق التعامل معها، خاصة مع نقص التقدير الحكومي للصحة العامة أو أهمية العقاقير الطبية، مع تفضيل أولويات التصدير

صعود تجارة الأدوية التي تتضمن العديد من الأطراف والوسطاء تزيد من فرص تجارة العقاقير المغشوشة داخل منظومة التوزيع الرسمية

التوسع التجاري مع عدم تقنينه يمنح فرصا كبيرة للعقاقير المغشوشة، خاصة من خلال المناطق التجارية الحرة، حيث يتم طرح منتجات مزورة وغير أصلية داخل منظومة التجارة الرسمية

ما هي الأولويات التي يجب على الدول أخذها في الاعتبار؟
فرض قواعد قانونية وتشريعية قوية تجرّم غش العقاقير الطبية، على أن تتناسب العقوبة مع الآثار الناتجة عن استخدام الدواء المغشوش على كل من صحة المواطنين ومصداقية النظام الصحي القومي
وزيادة الاشراف القانوني والتنظيمي يضمن خضوع كل المنتجين والمصدرين والمستوردين والموزعين وتجار التجزئة للمتطلبات والقواعد المنظمة لتلك الصناعة، بما يؤمن سلامة سلاسل التوزيع لكل المنتجات الطبية
وزيادة التعاون بين الهيئات الحكومية ( مثل وارة الصحة، الشرطة، الجمارك، وحدات الإدارة المحلية، والنظام القضائي)، والعمل معا على مكافحة الأدوية المغشوشة.
ووضع استراتيجية للعلاقات العامة، بما يضمن رفع الوعي بين العاملين في القطاع الطبي والمواطنين ووسائل الإعلام بخطورة العقاقير المغشوشة

الخلاصة
تعد الأدوية المغشوشة من المشكلات الصحية المتنامية على المستوى العالمي
– يقوم منتجو العقاقير المغشوشة بتقليد الأدوية الأصلية باحتراف في عبوات مشابهة تماما لعبوات الدواء الأصلي
– إن التوزيع العالمي للأدوية المغشوشة والبيانات الخاصة بتلك الظاهرة تشير إلى تورط جماعات الجريمة المنظمة في تلك التجارة غير المشروعة
– الأدوية المغشوشة تصل فعليا للمرضى حول العالم
– تواصل تلك الظاهرة نموها عالميا

أهم أدوات مكافحة ظاهرة الأدوية المغشوشة: 
التعليم المستمر والتوعية
تأمين سلاسل التوريد
التعاون بين رواد صناعة الأدوية والهيئات الحكومية
الكشف السريع عن الأدوية المغشوشة والإبلاغ عنها
التحرك الحكومي القوي ومنع تفاقم تلك الظاهرة
التعاون بين كافة العاملين في تلك الصناعة

 
 

شارك التدوينة !

عن admin

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

© جميع الحقوق محفوظة 2016
%d مدونون معجبون بهذه: