14يناير

الخضيري: تعويض المستهلك عن الضرر الذي لحق به لايزال مفقودا

أسواقنا ما تزال تفتقد الثقة وتنتظر الرقابة الحقيقية التي تحمي حقوق المستهلك في ظل تغول واحتكار الكثير من التجار والمراكز والمحال التجارية، وضياع حقوق المستهلك.. الأمر الذي جعل الكثير يرون بضائع مغشوشة أو أسعار مرتفعة في الأسواق ويكتفون بمجرد التأفف من الارتفاع أو التلاعب في الأسعار، لكنهم لا يكترثون بالإبلاغ عن هذه التجاوزات لدى الجهات المختصة وفي مقدمتها وزارة التجارة، والتي يرى كثيرون أنها ربما لا تقتص للمستهلك ولا تتدخل لصالحه.. في مواجهة حمى الأسعار إلا في القليل النادر وفي عمليات استعراضية غير حاسمة أو قاضية على ارتفاع الأسعار أو الغش التجاري من الأسواق بشكل نهائي.
 ترى ما الذي جعل المستهلك لدينا غير مبال إلى هذا الحد بحقوقه على عكس الحال في الدول الأخرى التي سبقتنا في حماية حقوق المستهلك، بإيجاد آليات راسخة وفاعلة في حماية المستهلك؟
يقول الإعلامي المهتم بشؤون المستهلك عبدالعزيز الخضيري: إن عزوف المستهلك عن الشكوى والإبلاغ عن المخالفات التي ترتكبها المراكز والمحال التجارية يعود إلى عدة أسباب، منها: إحساس المستهلكين بأن المخالفة لا تستحق معاناة الاتصال والإبلاغ، والبعض منهم قد يرى أن الإبلاغ لن يفيد بشيء طالما أن العقوبات ليست صارمة أو مؤلمة، بحيث تجعل المخالف يفكر ألف مرة قبل تكرارها، أو ربما لطول الإجراءات التي تترتب على الإبلاغ أو الشكوى، أو لعدم وجود التعويض المناسب للمستهلك في حال وقوع الضرر عليه. مضيفا: لكن حاليا – في رأيي – الوضع اختلف للأفضل، فمركز بلاغات وزارة التجارة نشيط جدا في تلقي البلاغات وإنهائها سواء من خلال وسائل التواصل الاجتماعي أو من خلال مركز البلاغات، لكن نشاط البلاغات التي تخص الأمانات على رقم ٩٤٠، فلا يزال في غالبية مناطق ومدن المملكة متواضعا جدا، وخاصة فيما يتعلق بالمطاعم وسوء نظافتها أو مأكولاتها.

وأكد الخضيري أن موضوع تعويض المستهلك عن الضرر الذي لحق به (صحة أو مالا أو وقتا) لايزال مفقودا، وخاصة في الأنظمة التي تخص المستهلك، فكثيرا ما طالب المهتمون والمراقبون بإعطاء المستهلك التعويض المناسب وليس فقط الغرامات التي تفرض على المخالفين، ولهذا لا تستطيع أي جهة حكومية فرض التعويض للمستهلك إلا من خلال حكم قضائي. وقال: هذا ما ننادي به دائما، لأن التعويض سوف يشجع المستهلك على الإبلاغ تجاه الضرر الذي لحق به والاستفادة من التعويض، وسوف يجعل التاجر كذلك يهتم بما يقدمه من منتج أو خدمة، فالتعويض يعد من أهم الحقوق الرئيسة الثمانية للمستهلك التي أقرتها هيئة الأمم المتحدة عام 1985، وهو من المواضيع التي أخذت حيزا مهما من الاهتمام والتنفيذ في دول العالم، إلا أننا هنا لم نلقِ له بالا.

وأضاف الخضيري: نظام المملكة هو الاقتصاد الحر، ويرجع للعرض والطلب، ومن الصعوبة (نظاما) أن ترغم الحكومة التجار وتفرض عليهم سعر معين، ولكن ترفض من خلال مجلس المنافسة الأساليب الاحتكارية والاتفاقات بين الشركات المنتجة على فرض سعر معين، وغيرها من الأساليب التي تضر بالمستهلك، مثل رفع أو خفض أو تحديد أسعار السلع أو بدل الخدمات أو شروط البيع، وما في حكم ذلك أو تحديد كميات إنتاج السلع أو أداء الخدمات أو تقاسم الأسواق على أساس المناطق الجغرافية أو كميات المبيعات أو المشتريات أو العملاء، أو على أي أساس يؤثر سلبا على المنافسة المشروعة أو التمييز بين العملاء في العقود المتشابهة في الأسعار أو التسهيلات أو الخدمات، أو التواطؤ في عروض المناقصات والمزايدات، أو تسعير سلعة معينة بأسعار مختلفة تبعا لأماكن بيعها للمستهلكين، أو حتى البيع بأقل من سعر التكلفة لإقصاء منشأة منافسة من السوق، فوزارة التجارة مسؤولة فقط أمام المستهلك عن السلع المدعومة من الدولة، كحليب الأطفال والقمح والطحين والإسمنت والشعير، وكذلك الأعلاف التي لها علاقة بالدواجن والبيض والأغنام.. وغيرها، لكن هناك بعض الحلول لتخفيف حدة ارتفاع الأسعار، وهي:

منع الاحتكار حسب ما هو منصوص عليه في اتفاقية انضمام المملكة لمنظمة التجارة العالمية في ديسمبر 2005م، وهذا الدور يقع على وزارة التجارة بكل تأكيد، وهو الحل المفصلي في هذا الشأن.

عكاظ

13/03/1436 هـ

03 01 2015 م

العدد : 494

 

شارك التدوينة !

عن عبدالعزيز الخضيري

من أوائل المهتمين بشئؤن المستهلك ، له تجربته الاعلاميه (صحافه - تلفزيون) وكاتب صحفي سابقا ، قدم اول برنامج تلفزيوني لتوعيه المستهلك ومن المؤسسين لجمعية حماية المستهلك ، حائز على وسام حماية المستهلك من معالي وزير التجارة عام 2018 للمزيد ... راجع " نبذة عني "

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

© جميع الحقوق محفوظة 2016
%d مدونون معجبون بهذه: