منذ القدم كان لشعر الإنسان أهمية جمالية ويدل رونقه على مستوى إجتماعي متميز، ولهذا الغرض إستخدم التنظيف والقص والتصفيف والتلوين. وخلال عشرات السنوات الماضية تم تطوير وإنتاج مركبات جديدة لتنظيف الشعر وهي الصابون في البداية ثم ظهر الشامبو في أنواع وأشكال عديدة.
ولقد صنع الشامبو من مخلوط من الصابون في أول الأمر، ثم استخدمت المنظفات الصناعية لهذا الغرض، وإليها يرجع الفضل في تزايد حجم الطلب على الشامبو، إضافة إلى عوامل أخرى هامة منها إزدياد عدد السكان وإرتفاع مستويات المعيشة وتزايد الإهتمام بالنواحي الجمالية للشعر ونتيجة للدعاية والإعلان المكثف عن الشامبو وعن فوائده.
ويهدف التقرير إلى تعريف المستهلك بالشامبو ومكوناته وأهمية كل منها في صناعة الشامبو وفي تحقيق أغراض استخدامه.
ما هو الشامبو:
الشامبو هو مستحضر لتنظيف الشعر وجلد الرأس من الأوساخ التي تتراكم من البيئة المحيطة بالإنسان، ومن الإفرازات الطبيعية مثل الدهون، ومن القشور التي تنتج من التغيير اليومي لخلايا جلد الرأس، وكذلك لإزالة بقايا مستحضرات التجميل التي يستخدمها الشخص.
ويجب أن يتوافر في الشامبو الجيد المتطلبات التالية:
ألا يسبب الشامبو حساسية للجلد وألا يجعل الشعر هشاً أو سريع الانكسار، وألا يكون ساما أو يسبب الحرقان في العين.
الحصول على رغوة غنية عند خلطه بالماء البارد أو الدافئ.
أن يكون الشعر ناعما ولامعا بعد إزالة الشامبو منه.
ألا يعلق بالشعر أي نوع من أملاح الكالسيوم أو المغنسيوم غير القابلة للذوبان عند خلط الشامبو بالماء.
أنواع الشامبو:
1- الشامبو السائل:
وهو الأكثر شيوعاً بين أنواع الشامبو لسهولة تحضيره، ورخص ثمنه، ويتكون أساساً من محلول مائي للمادة ذات النشاط السطحي، ويتراوح تركزيها بين 4 و30%. ويتم استعماله لأداء مهمة التنظيف، وانتاج رغوة وقوة وسهولة في الشطف. وهو مثل باقي أنواع الشامبو، يمكن أن تضاف إليه مواد أخرى للحصول على خواص مطلوبة. ومن الإضافات الشائعة: أملاح الكالسيوم التي تستعمل كمادة تساعد على تكوين المعلق (محلول مائي لمواد غير مائية) وبالتالي تمنع الترسيب، ومذيبات لمنع العكارة، ومادة تساعد على زيادة اللزوجة، ومواد لتنعيم الجلد والشعر، ومواد تساعد على شطف الشعر بسهولة وبقايا الرغوة والمواد الحافظة.
2- الشامبو غير الشفاف:
وهو على هيئة محلول أو كريم سائل. وهذا النوع من الشامبو أكثر صعوبة من سابقه في تحضيره ولكنه –مثله- سهل الاستعمال.
ومن مزايا الشامبو الكريم السائل قابليته لإضافة مواد عديدة إلى تركيبه،ـ تزيد من تحسين أدائه.
3- الشامبو الهلامي:
وله نفس الخواص الأساسية للشامبو السائل الشفاف باستثناء احتوائه على نسبة عالية من مواد التغليظ مثل كلوريد الأمونيوم، وكبريتات الأمونيوم، والصمغ والسيليولوز.. الخ.
4- الشامبو الكريم:
يشبه الشامبو الهلامي، ومن مزاياه أنه يحتوي على تركيبات مختلفة وعديدة وخاصة للاستعمال على الشعر الجاف.
5- الشامبو الأيروسول:
وهو نوع من الشامبو جاهز للاستعمال على هيئة ايروسول، رغوي يتسم بأنه جذاب في الشكل وسهل في الاستعمال، لكنه لا يعطي أي مزايا أخرى، علاوة على أنه غالي الثمن نتيجة استخدام عبوات معينة له وبخاخ خاص.
6- الشامبو البودرة:
يذاب في الماء قبل الاستعمال مباشرة ولكنه محدود الاستعمال وهو أرخص الأنواع المنتجة من الشامبو، ولكن استعماله ليس سهلاً.
ويصنف الشامبو إلى أنواع مختلفة، لكل منها هدف معين يتم تحقيقه بواسطة التحكم في تركيز المواد ذات النشاط السطحي والإضافات اللازمة للتصنيع. وهدف الشامبو عادة هو الحصول على رغوة جيدة وجاذبية للشعر.
ويعتمد الشامبو على المواد ذات النشاط السطحي الأيونية مثل سلفونات الألكيل وسلفونات الألكي الإيثيلي. ويمكن استعمال الشامبو لأنواع الشعر المختلفة مثل العادي والجاف والدهني وذلك بتغيير طبيعة وتركيز المواد ذات النشاط السطحي والإضافات اللازمة لكل نوع من أنواع الشعر.
ويهدف شامبو التكييف إلى إضافة خواص تجميلية للشعر وذلك بتحويل الشعر الجاف إلى شهر سهل التمشيط وناعم ولامع، مع إضافة جمال وإضاءة ولمعان للشعر الدهني.
وترجع هذه الخواص التجميلية إلى الإضافات المتواجدة في تركيب الشامبو. وهناك إضافات أخرى تستعمل لأغراض خاصة مثل الشامبو المضاد للقشرة.
أما الشامبو الخاص لاستعمال الأطفال فيجب أن يكون متوسط التركيز غير ضارة لفروة الرأس والشعر وبخاصة للعيون، وألا يسبب حساسية للجلد أو العين.
خواص الشامبو:
يجب أن تتوافر في الشامبو عدة خصائص اساسية ومنها:
1- أن يكون الشامبو خالياً من دهن الخنزير ومشتقاته.
2- أن يكون على هيئة سائل رائق شفاف أو براق أو مستحلب أو بودرة أو على هيئة ايروسول.
3- يمكن أن يكون ملوناً أو معطراً.
4- أن يكون سهل الإزالة تماماً من الشعر بعد شطفه بالماء تاركاً الشعر ناعماً براقاً يسهل تمشيطه. وإذا لامس العين فيجب الا يحدث حساسية للعين أو تهيجاً لفروة الرأس.
5- ألا يكون ضاراً بصحة الإنسان تحت ظروف الاستعمال العادية.
6- ألا يحتوي على ميكروبات تسبب امراضاً للإنسان.
7- ألا يزيد الرقم الهيدروجيني له عند درجة حرارة (27+-2)ْ س على 9.
8- يسمح بإضافة مواد حافظة مثل فورمالدهيد بما لا يزيد على 0.02 من الكتلة.
9- في الشامبو الذي أساس تركيبه الصابون، يجب ألا تقل نسبة المكونات الدهنية الكلية عن 15% من الكتلة وألا تزيد نسبة الماد غير القابلة للذوبان في الإيثانول على 2% من الكتلة.
10- الشامبو الذي أساس تركيبه المنظفات التركيبية، يشترط ألا يقل محتوى المنظف الفعال عن 4% من الكتلة، ألا تزيد مادته المتطايرة عند درجة حرارة 105ْس على 95% من الكتلة.
11- أن يكون الشامبو ذا قدرة عالية على التنظيف، وأن يعطي رغوة جيدة.
12- أن يصنع لجميع أنواع الشعر وبأسعار مناسبة.
وتقوم المختبرات بتحليل عينات الشامبو السائل بأحدث الأجهزة العلمية المتطورة وطرق التحليل الحديثة، وتتضمن هذه الاختبارات:
1- تعيين وتقدير المواد الدهنية، والمواد المتطايرة، والمواد غير الذائبة في الإيثانول، والمواد الذائبة في الماء، والرقم الهيدروجيني واللزوجة والمواد الحافظة مثل فورمالدهيد.
2- خصائص الرغوة.
3- الأداء التنظيفي.
4- الاختبار الميكروبيولوجي.
5- الفحص الظاهري للمنتجات.
6- التعبئة.
7 –البيانات الإيضاحية.
ما هي المواد الخام التي تدخل في صناعة الشامبو؟
الماء هو المكون الرئيسي للكثير من أنواع الشامبو ويضاف إلى الماء العديد من المواد الخام أثناء التصنيع وأهمها ما يلي:
المواد ذات الفاعلية السطحية:
يتركب الشامبو بأنواعه وأشكاله المختلفة من نفس المواد الخام الأساسية وهي المواد المنظفة وهي مواد ذات فاعلية سطحية ومن أهمها الصابون والمنظفات الصناعية وهي المواد التي تزيد من قدرة الماء على التنظيف. ويوجد العديد من أنواع المنظفات الصناعية التي تحتوي على مواد ذات فاعلية سطحية ومنها كبريتات لوريل الصوديوم وكبريتات لوريل الأمونيوم وتتميز بقدرتها على إزالة الدهون والأوساخ من الشعر وجلد الرأس.
ويستخدم المصنعون للشامبو –عادة- مجموعة مختلفة من المواد ذات الفاعلية السطحية في كل نوع من أنواع الشامبو وبذلك يمكن تصنيع الشامبو المستخدم للشعر العادي وللشعر الجاف وللشعر الدهني حيث أن كل نوع يتطلب مواد معينة.
المواد التي تحافظ على لمعان وإنسياب الشعر:
يضاف إلى المواد ذات الفاعلية السطحية في الشامبو مواد أخرى بهدف تحسين لمعان وتصفيف الشعر ومن بينها الزيوت التي تزيد من نعومة الشعر وإنسيابه. وبدون هذه الإضافات فإن المنظفات الصناعية المتواجدة في الشامبو قد تزيل نسبة عالية من الزيوت الطبيعية المتواجدة بالشعر مما يجعله مشوشا ومتشابكا وسىء المنظر.
وأهم هذه المواد هو اللانولين ومشتقاته والبلسم والجليسرول وجلايكول البروبلين.
ويجب إختيار المواد التي تضاف إلى الشامبو بعناية بحيث يمكن غسلها بسهولة ولا تجعل الشعر ملتصقا أو به نسبة عالية من الزيوت.
مواد إحداث الرغوة:
الحصول على رغوة كثيفة هو أحد متطلبات المستهلكين في الشامبو. وعادة يضاف إلى الشامبو المستخدم للشعر الزيتي مواد تعمل على زيادة الرغوة حيث أن المنظفات الصناعية تكون ذات رغوة أقل فوق الشعر الزيتي. ومن أهم المواد المستخدمة لإحداث الرغوة هو لورويل مونو إيثانو لاميد.
مستحضرات إزالة القشرة:
تواجد القشرة في الشعر هي مشكلة متعلقة بجلد الرأس وليس بالشعر. وتنتج القشرة من عملية التجديد لخلايا جلد الرأس كما يحدث ذلك في باقي خلايا جلد الإنسان. وتزداد هذه القشرة في شخص عن شخص آخر نتيجة للحالة الصحية لجلد الرأس. وتظهر القشرة واضحة عندما تتركز في شعر الرأس وعندما تتساقط على الأكتاف. وفي حالة غسل الشعر ثلاث أو أربع مرات في الأسبوع فإنه يمكن التحكم في القشرة بصرف النظر عن نوع الشامبو المستعمل.
ويوجد في الأسواق العديد من أنواع الشامبو المضاد للقشرة وهي تعتمد في الغالب في تحقيق هذا الغرض على إضافة مواد مضادة للميكروبات. ويحتوي الشامبو على كميات قليلة منها لتلاصق جلد الرأس لفترة قصيرة أثناء الإستعمال. وحتى تكون هذه المواد فعالة فإنها يجب أن تعمل في تواجد الماء والإفرازات الدهنية لجلد الرأس ومن هنا يمكن أن نفهم سبب كون بعض أنواع الشامبو المضاد للقشرة غير فعال.
ومن الأفضل لمن يشكو من تواجد القشرة بالرغم من إستخدام الشامبو المضاد للقشرة أن يستشير طبيب الأمراض الجلدية.
البروتينات والفيتامينات:
الشعر السليم صحيا تجده لامعا، وقد يصبح الشعر تالفا أو غير صحي نتيجة لإستعمال الكيماويات مثل مستحضرات تصفيف الشعر، أو قصر الألوان، أو صبغات الشعر التي تتخلل نسيج الشعر لتقوم بعملها. كما أن حرارة مجفف الشعر أو جهاز تجعيد الشعر أو التعرض الشديد لحرارة الشمس أو للكلور الذي يتواجد في مياه حمامات السباحة يمكن أن يتلف الشعر. ويحدث نتيجة لذلك تشقق أطراف الشعر، وذلك يتطلب قص أطراف الشعر.
والكثير من أنواع الشامبو تعلن أنها تحتوي على مركبات لعلاج تلف الشعر، والبروتينات هي من بين هذه المواد ذات المفعول السحري, وبالرغم من ذلك تشير بعض المصادر إلى أن ما تفعله تلك الأنواع من الشامبو هو لصق التشقق في أطراف الشعر مؤقتا والمساعدة على تلاصق خصلات الشعر ومن هنا يبدو التحسن في منظر الشعر وتوضح بعض أنواع الشامبو أنها تحتوي على فيتامينات للمحافطة على صحة وسلامة الشعر وأنها تتخلل جلد الرأس لتصل إلى بصيلات الشعر.
مواد زيادة اللمعان والتلوين:
يصبح الشعر لامعا نتيجة لعملية التنظيف وقد تضاف بعض المواد لزيادة لمعان الشعر وفيما يخص اللون فإن إضافة الحناء أو غيرها من المستحضرات النباتية أو غير النباتية لاعطاء اللون فليس لها تأثير يذكر، وجميعها تفقد في ماء غسيل الشعر. ولعل ما تفعله تلك المواد الملونة هو إعطاء لون ما للشامبون وليس للشعر.
المواد التي تمنع نفاذ الضوء
تصنع كميات كبيرة من الشامبو على هيئة كريم وهذا يحتاج إلى مواد تمنع نفاذ الضوء ومنها الكحولات العالية .
المواد التي تحدث الشفافية:
الكثير من أنواع الشامبو يكون شفافا يضاف إليه ولتساعده على بقاء شفافيته. ويجب إختيار تلك المواد بعناية فائقة حيث أن بعضها يسبب الحرقان في العين أو أن يكون ساما.
مواد زيادة اللزوجة:
تعتمد لزوجة الشامبو على إضافة أصماغ طبيعية أو صناعية وأصبحت الأصماغ الصناعية هي الأكثر إستعمالا.
المواد الحافظة والمثبتة:
يضاف إلى الشامبو مواد حافظة تمنع من حدوث التلف به نتيجة للميكروبات. كما أن التنظيف المستمر والتعقيم لمعدات الإنتاج يمنع من تواجد الميكروبات في الشامبو.
وكثيراً ما يضاف إلى الشامبو مواد مثبتة مثل المواد المضادة للتأكسد والمواد الحافظة.
إضافة مواد معطرة:
يضاف إلى بعض أنواع الشامبو مواد معطرة لزيادة النواحي الجمالية للشعر. ويجب إختيار المواد المعطرة بعناية بعد التعرف على التفاعلات التي قد تحدث بين المواد المعطرة والمركبات المستخدمة في تصنيع الشامبو.
عناصر الأمان:
من الضروري إجراء اختبار السمية على الشامبو، على غرار مستحضرات التجميل الأخرى، وذلك قبل طرحه في الأسواق حماية للمستهلك من الأخطار الناجمة عن السمية، ويجب معرفة مكونات الشامبو كاملة وأن تدون على البطاقة الخاصة بالبيانات الإيضاحية ويجب أيضاً إجراء اختبار حساسية الشامبو على العين والجلد.
خاتما
أود أن يتذكر المستهلك العزيز أنه لا بأس في أن يستمر في استخدام نوع الشامبو الذي يفضله والذي حقق -بناء على التجربة- له النواحي الجمالية لشعره. فذلك في النهاية ترف قليل التكلفة. ولكن يجب أن نعلم أن الشامبو –أساسا- هو مستحضر لتنظيف الشعر وجلد الرأس.