عبدالعزيز محمد الذكير / جريدة الرياض
ضمان هذه المعدّة هو لمدة سنة..! على أن تثبت للشركة أنهااستعملت في (ظروف عادية)
ضمان حماصة الذرة «صانعة الفشار» المنزلية هو لمدة سنتين وفي حالة العطل «ترسل بالشحن الجوي» إلى الشركة الصانعة.
ضمان هذه الساعة هو لعمق 20 مترا تحت سطح الماء. وكأن المستهلك سمكة.
ضمان هذا القلم السائل هو لارتفاع 18 ألف قدم..! أي عليك ألا تحمله في أسفارك إلا إذا تأكدت من الطيار أن الطائرة سوف لا ترتفع أعلى من ذلك الارتفاع المحدد لقلمك.
وإذا كان المستهلك من النوع الحساس الذي لايحب «وجع الدماغ» فإنه سيحصل على عرضمغر لصيانة تلك المعدّة ومدة بالفحص الدوري والخدمة. عقد الخدمة طبعا أغلى من قيمةالمعدة ب 3 مرات. ففي أمريكا قد تشتري حماصة الذرة ب 45 دولارا وتوقع على اتفاقية «خدمة وصيانة» ب 135 دولارا. وان كنت من الخائفين من السرقة فهناك عرض لدى نفسالبائع يمثل «بوليصة» تأمين ضد السرقة أو الخسارة الكلية الناتجة عن حريق أو زلزالأو إعصار أو «عصيان مدني».
كان شراؤك الشيء له عذوبة وحلاوة وطراوة. ولكن هذه الميزات لم تعد موجودة أمامزخم التكنولوجيا وجهل المستهلك الصارخ في كيفية عمل هذه التكنولوجيا. فهو يريدمنفعتها فقط ولا يريد أن يشغل ذهنه بكيفية عملها وصيانتها.
كلما اتسعت الحضارة وشملت مخترعات وتقنيات جديدة كلما تعقد التعامل من ناحيةوانفرج من ناحية أخرى.. ففي الولايات المتحدة مثلا تجامل المجمعات الاستهلاكيةالكبرى والأسواق المركزية ربات البيوت، بدرجة كبيرة وخصوصاً المتقدمات في السن.
فبإمكان المشترية مثلا إبدال الفرن الكهربائي (المايكرويف) الذي اشترته في اليومالسابق ب «بيانو» مثلا. أو إبدال مجفف الشعر الذي اشترته في الأسبوع الماضيب«اشتراك سنوي» بال«ريدرز دايجست»..!
الوعي الاستهلاكي في رأيي هو الضمان العام للمجتمع بكامله، فمادمت تشتري في نطاقالحاجة ولديك فاعلية المقارنة فلست بحاجة لورقة ضمان خدمة، بعبارات غامضة تفتقر إلىكل مقومات التعامل الجيد، وتقود المستهلك من نفق مظلم إلى أخر.