هي شيء روتيني هام في حياتنا اليومية، نزدرى ممن ينسى أو يتجاهل استخدامها، لكننا اعتدنا عليها بحكم العادة و النظافة الشخصية، لكن ما هي فوائدها ؟، و كيف نستخدمها ؟.و كيف نعتني بها؟ هذا هو ما تخبرنا عنة المؤسسة الأمريكية لطب الأسنان ADA بتقاريرها و دراساتها المميزة في مجال طب الأسنان و الاعتناء بها .
لمحة تاريخية : فرشاة الأسنان ليست اختراع مستحدث فالتاريخ يخبرنا بان البابليين و الصينيين القدامى كانوا يمضغون الأعواد الخشبية الرقيقة لتنظيف أسنانهم و بمرور الأعوام تطورت لتصبح أعواد خشبية رفيعة تختار بعناية من الأشجار العطرية التي لها مقدرة على تنظيف و إنعاش الفم فكانوا يمضغون جزئها الامامى حتى يصبح ناعما كالفرشاة وتستخدم نهايتها لإزالة بقايا الطعام و البلاك المتراكم عليها مستخدمين الطباشير مع عدة مكونات أخرى كمعجون للأسنان و من بعدة الصابون، وفى عام 1780 قام الانجليزي ويليام أديس بصناعة أول فرشاة أسنان ومستخدما عظم الماشية في المقبض و شعر أكتاف الخنازير الخشن في شعيرات الفرشاة و قام بتجويف بعض الفجوات في مقدمة العظم و ربط الشعيرات من أسفل بالسلك الرقيق و من ثم انتشرت في أوروبا و اليابان ثم سجل الامريكى ويد سورت براءة اختراعه و هي فرشاه أسنان من ثلاثة صفوف من الشعر الطبيعي الخشن عام 1844، و بعدها بحوالي أربعين عام قامت شركة فلورنس بإنتاج فرش الأسنان و ادخل النايلون بدلا من الشعر الطبيعي عام 1938، أما أول فرشاة أسنان كهربائية وجدت في سويسرا عام 1939 و سوقت في الستينيات من القرن الماضي .
التنظيف الأمثل : قد تكون من المهتمين بتنظيف أسنانك عدة مرات يوميا لكن الأهم أن تستخدم الفرشاة بطريقة صحيحة فتقنية التنظيف تعتمد على مسك الفرشاة عند زاوية درجة 45 ضد اللثة ثم تحريك الفرشاة ذهابا و إيابا بلطف في كافة أنحاء الفك داخليا و خارجيا ،كما أن تنظيف السطوح الداخلية و الضروس عامل غاية في الأهمية ، و يفضل الضغط بالفرشاة على الأسنان لنظافة أكيدة ، تنظيف اللسان مكمل لنظافة مثلى للقضاء على البكتريا و إنعاش الفم .و استخدام الخيط في التنظيف بعد الفرشاة مهم هو الأخر حيث يلف حوالي 18 بوصة من الخيط حول أصابع السبابة و الإبهام و يراعى الحرص عند استخداما حتى لاتجرح اللثة ، كذلك الأعواد الخشبية و البلاستيكية مهمة في ازاله بقايا الطعام المتواجدة بين الضروس و الأسنان لكن بطريقة صحيحة و غير عنيفة حتى لاتؤدى إلى نزيف في الفم .
نصائح طبية لنظافة مثالية :يوصى أطباء الأسنان ببعض التوجيهات و النصائح لتجنب اى ضرر قد يصيب الفم واللثة و الأسنان و هي كالاتى :
- استبدل الفرشاة كل شهرين أو ثلاثة على الأكثر أو حالما تشعر بان الشعيرات بليت أو تغيرت مقدرتها على التنظيف و ذلك لان الفرش الجديدة قادرة على إزالة البلاك بنسبة 30 %أكثر، إضافة إلى أن الفرش ذات الشعيرات البالية يمكن أن تجرح أنسجة اللثة .
- يجب تغيير الفرشاة بعد الإصابة بالبرد أو الأنفلونزا أو اى التهاب بالفم.
- تأكد من شط الفرشاة بالماء جيدا بعد عملية غسل الأسنان للتأكد من إزالة بقايا الأطعمة و توضع في مكان جاف فالأماكن الرطبة تسمح بوجود البكتريا و الفطريات على الفرشاة، و يرى بعض المختصين أن التنظيف المتكرر للأسنان على مدار اليوم يمنع نمو البكتريا و الكائنات المهجرية على الفرشاة .
- لكي تصل إلى جميع أنحاء الفم يرشح الأطباء الفرش الصغيرة الرأس لأنها قادرة على الوصول إلى الأسنان الخلفية و الغائرة ، كما أن الرأس المستطيل الصغير ذات الشعيرات المشذبة المتموجة الشكل أو المتخذة شكل القبة أفضل و أسهل في التنظيف خاصة إذا وجد مع مقبض مانع للانزلاق و مرن .
- دائما ما يوصى الأطباء باختيار الفرشاة بناء على الراحة الشخصية و الملائمة للأسنان فالاختيارات عديدة و متنوعة فراس الفرشاة قد تكون مضغوطة أو ممتلئة أو بيضاوية أو مستطيلة أما الشعيرات فتكون إما حادة أو متوسطة أو ناعمة أو ناعمة جدا أو حساسة أو حساسة للغاية ، و تعد الشعيرات الناعمة أفضل الاختيارات حتى لاتجرح اللثة .
- استخدام الفرشاة الالكترونية هي الأخرى امن و مثالي خاصة لمن يصعب عليهم التنظيف لوجود مشاكل باليد و هي أيضا آمنة عند وصول الماء إليها ، و يختار الشخص ما يناسبه من تقنياتها المختلفة الذبذبات أو النبضات أو الدوارة و شعيراتها الحساسة أو الناعمة أو الخشنة .
- ينبه الأطباء بالحرص على وجدود فرشاة صغيرة الحجم و أنبوب معجون بالحقيبة الشخصية دائما لاى ظروف طارئة، هناك أيضا فرش أسنان صغيرة الحجم تمضغ ثم ترمى تستخدم عند عدم وجود ماء أو معجون أسنان و تباع في الماكينات الكائنة بالحمامات العامة .
قد يجعلك فمك مريضا : صحة البدن لا تبتعد عن صحة الفم و الأسنان فكلاهما متكاملين و قد وجدت العديد من الأبحاث و الدراسات أن هناك بعض الأمراض المزمنة أوجدتها أمراض الفم و الأسنان بشكل غير مباشر و العكس ، فالتبغ و الكحوليات و المخدرات كما تؤثر على صحة الجسد توثر أيضا على الفم و الأسنان و اللثة ، و المرضى الذين يعانون من الفم الجاف و قلة اللعاب من جراء المرض أو السن معرضين لتسوس الأسنان كما أن أمراض اللثة المتقدمة تقود إلى خسارة الأسنان و إلحاق الضرر بالأوعية القلبية و الرئة ، أما الحوامل فنظافة أسنانهم و الاعتناء بها ضروري لولادة طفل معافى فهناك حالات لأطفال منخفضي الوزن عند الولادة من جراء عدم الاهتمام بأسنان الأم ،المدخنين و متعاطي الكحوليات هم أيضا معرضين لخطر سرطان الشفاه .