يستهلك الفرد ما بين لترين وخمسة لترات من الماء يومياً. غير أن الماء عرضة للتلوث، ومرشحات الماء (الفلاتر) تستخدم لتحسين طعم المياه ولونها فلا ينبغي لنا أن نتوقع منها أكثر من ذلك، بل يجب عدم إهمالها لكي لا تصبح مكاناً ملائماً لتوالد البكتريا الضارة.
جودة المياه : قبل التعرف على أنواع المرشحات ومزايا كل نوع وعيوبه، يجدر بنا أن نوجز أهم العوامل المؤثر على جودة المياه وهي:
-
البكتريا: توجد البكتيريا بجميع أشكالها وأحجامها في المياه، وبعض أنواع البكتريا تضر بصحة الإنسان وبعضها غير ضار. وتنص إرشادات منظمة الصحة العالمية على وجوب خلو المياه من بكتريا القولون الغائطية في كل 100 مل من المياه التي يتم اختبارها.
-
الكلورين: يضاف إلى الماء لقتل البكتريا وينتج عن إضافته طعم ورائحة غير مستحبين عند بعض الناس.. وتربط الدراسات الحديثة بين كلورة مياه الشرب وظهور بعض أنواع السرطان، ويعزى ذلك إلى بعض نواتج الكلورة مثل: الكلوروفورم والهالوميثان الثلاثي الذي لا يجب أن تزيد نسبته في المياه على 200 ميكروجرام لكل لتر.
-
الفلوريد: يضاف في بعض محطات معالجة مياه الشرب، عندما تكون نسبته في المياه الخام أدنى مما قررته القوانين الدولية.. والفلوريد يمنع تسوس الأسنان غير أن تركيزاته العالية جداً تسبب السرطان في بعض الحالات.
-
المعادن: بعض المعادن السامة (مثل: الكادميوم والنحاس والرصاص والزنك) تصل إلى مياه الشرب عن طريق الأنابيب الرئيسية أو التي في داخل المنازل.. أما الألمنيوم فكثيراً ما يستخدم في محطات معالجة المياه، ووجود كميات كبيرة منه في الماء لا يؤذي سوى الأطفال حديثي الولادة والبالغين الذين يعانون من إفرازات الأغشية.
-
اللون: قد تصل الألوان إلى المياه عن طريق المنبع (مياه الأنهار المليئة بالطمي) أو بواسطة شبكة أنابيب نقل المياه. والعكارة لا تؤثر سلباً في مظهر الماء ونظافته ولونه فحسب، وإنما قد تعمل على حماية الأحياء الدقيقة من مفعول مواد التطهير.
-
بقايا المبيدات: قد توجد بقايا مبيدات الآفات الزراعية في مياه الشرب بالمناطق الريفية، فتتحلل في الظروف العادية. وطبقاً لتوصيات منظمة الصحة العالمية وضعت حدود قصوى لستة من المبيدات الأكثر سمية في مياه الشرب، هي: كلوردان – ديلدرين – د.د. ت- هيبتاكلور – ليندان- 402دي.
-
النترات: توجد في مياه الينابيع وفي المناطق القاحلة، كما تصل إلى المياه بسبب استخدام الأسمدة في الزراعة، وقد تسبب بعض المشكلات في المناطق النائية.
أنواع المرشحات: إن المواد المذكورة تؤثر في جودة مياه الشرب، وقد تجعلها غير صالحة للاستهلاك الآدمي. والمرشحات (الفلاتر) تستطيع إزالة الألوان والطعم والروائح غير المقبولة، والكلورين والنحاس والليندان وبعض المواد العالقة. وللتخلص من كميات الكلورين الزائدة، يجب ترك عبوات المياه ساكنة ومفتوحة لوقت كاف لتبخر الكلورين. والمرشحات شديدة التنوع، غير أنها تندرج في إطار خمسة أنواع رئيسية هي:
-
مشرح الكربون: يعتبر من أشهر الأنواع ويحتوي على طبقة من الكربون النشط تجذب الشوائب إلى أسطحها وهو جيد جداً في إزالة الكلورين واللون من المياه، وبعض أنواعه يزيل مبيدات الآفات والبعض الآخر يزيل النترات، كما أن بعضها يحتوي على عنصر الفضة التي تمنع نمو البكتيريا على أسطحها ، وتعتبر مرشحات الكربون عموماً عالية الانسياب للمياه ورخيصة السعر ولكنها تحتاج إلى تغيير منتظم لأجزائها وهذا يؤدي إلى زيادة تكاليفها.
-
مشرح الخزف: حيث يحتوي المرشح على شمعة مصنوعة من الخزف ذات ثقوب ضيقة جداً تقوم بحجز الشوائب والمواد العالقة على السطح الخارجي للشمعة، وتختلف هذه المرشحات عن بعضها باختلاف حجم الثقوب الأمر الذي يحدد معدل الانسياب وسرعة الانسداد لهذه الثقوب، ولذا لابد من إجراء عملية غسيل عكسية لها.
-
مرشح التقطير: يعتبر هذا المرشح كبيراً في الحجم بطيئاً في معدل انسياب الماء منه وغالي الثمن ولكنه جيد في إزالة المواد الملوثة بما فيها البكتريا حيث يتم العمل فيه بغلي الماء وتكثيف البخار وهذا المرشح لا يحتاج إلى تغيير في أجزائه (مثل مرشحات الكربون والخزف) وكذلك فإنه يستهلك كمية قليلة من الكهرباء.
-
مرشح التبادل الأيوني: تستخدم الراتنجات إما بمفردها في مرشحات التبادل الأيوني أو يضاف إليها حبيبات الفحم، حيث تقوم الراتنجات حسب نوعها إما بإزالة الأيونات الموجة في المياه (الرصاص – النحاس) أو الأيونات السالبة (الفلوريد- النترات) وكذلك توجد أنواع من الراتنجات لإزالة نوعي الأيونات الموجبة والسالبة معاً.
-
مرشح التناضح العكسي: حيث تمر المياه في مرشحات ذات أغشية رقيقة تقوم بحجز الملوثات ذات الجزيئات كبيرة الحجم المارة خلالها وذلك بالطرق الطبيعية، ثم تغسل هذه المرشحات بعد ذلك لإزالة هذه الملوثات منها. وهذه المرشحات فعالة في إزالة الملوثات ولكن معدل الانسياب خلالها بطيء وللحصول على لتر ماء منها يجب إمرار خمسة لترات خلالها، كما أنه يجب تغيير الأغشية كل سنتين أو ثلاثة سنوات.
اختبار المرشحات للعمل: يوجد في الأسواق أكثر من 130 نموذجاً من المرشحات وأوضحت سجلات المصنعين أن أكثر الأنواع انتشاراً هي الأنواع ذات الوعاء وهي رخيصة الثمن ولا تلزمها توصيلات خاصة. وتم اختبار سبعة أنواع من المرشحات كلها من النوع الكربوني وفي بعضها تم خلط راتنجات التبادل الأيوني مع الكربون.
عمل المرشحات: إذا كنت ترغب في تحسين طعم ومظهر المياه فإن هذه المرشحات كافية حيث أنها كلها تزيل الألوان والكلورين وتتيح لك التخلص من المواد العالقة (التي تسبب عكارة المياه) وكذلك لها القادرة على إزالة اللندان والنحاس).
أما إذا كنت تعيش في منطقة لا تتم فيه كلورة المياه (مياه غير معالجة) أو إذا كانت المياة التي تصل إليك من خطوط الشبكة الرئيسية تتعرض للتلوث في الخزانات (الأرضية أو العلوية) فإن هذه المرشحات لا تؤدي الغرض، لأن معظمها عاجزة عن إزالة البكتريا من المياه، وهي تحمل تحذيراً من استعمالها مع المياه غير المعالجة.. بل يمكن أن تصبح هذه المرشحات أساسا لتوالد البكتريا وزيادة تكاثرها في وعاء المرشح.
اختبار المرشحات: لاختبار ما إذا كانت الأحياء الدقيقة يمكنها أنت تنمو في أوعية المرشحات، فإنه يجري استعمال المرشح لمدة ثلاثة أسابيع وذلك بإمرار ثلاثة لترات يومياً من ماء الصنبور العادي خلاله (مع استعماله خلال أجازات نهاية الأسبوع)، وفي أيام عدم استعماله يحفظ المرشح عند درجة حرارة الغرفة إلا إذا كانت الإرشادات تفيد بحفظه في الثلاجة. وقد تظهر بعض النمو للأحياء الدقيقة على السطح الداخلي للمرشح الذي يقوم بعملية الترشيح.
ولمنع أي احتمال لظهور هذه النموات في المرشحات عند الاستعمال العادي لها فإنه يوصي بشدة بحفظ المرشحات ذات الأوعية في الثلاجة في حالة عدم استعمالها مع غسل الأوعية لخارجية (وليس أغشية المرشحات) بانتظام بالماء العادي والصابون، وإذا لم يتم استعمال المرشح لأكثر من يوم واحد فيجب استبعاد لتر المياه الأول الناتج منها عند إعادة استعماله كما يجب استبدال أغشية المرشح طبقاً لتعليمات الشركة الصانعة.
ولابد أن تفكر عند شرائك مرشح المياه أن يتم اختيار مرشح ذي وعاء يمكن وضعه في باب الثلاجة.