تسود لدى كثر من الناس أفكار غذائية خاطئة، منها على سبيل المثال:
1- أن تناول الدجاج الذي تمت تغذيته بعلائق مكونة من مسحوق السمك المجفف، ودم ذبائح الحيوانات، ومخلفات المسالخ، يؤدي إلى إصابة الإنسان بالفشل الكلوي، وإلى تكون حصى في الجهاز البولي، وإلى ارتفع نسبة اليوريا (البولينا) في الدم، هذا بالإضافة إلى ظهور آلام روماتزمية في عضلات الإنسان أو في الأربعة أو المفاصل، إذ أن زيادة نسبة حامض اليوريك في الدم، تؤدي إلى الإصابة بمرض النقرس.
2 – كما يظن كثير من الناس أن استهلاك لحوم مثل هذه الدواجن، يسبب الإصابة بسرطان الكبد والبنكرياس وتصلب الشرايين، مع احتمال الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي، نتيجة انتقال الفيروس من دم ولحوم الحيوانات غير الصالحة للاستهلاك البشري.
وليس لهذه المعتقدات أساس صحي قاطع، وإن كنا ننصح بالاعتدال في تناول البروتينات الحيوانية بوجه عام، ونشير إلى أن الطريقة العربية في طهي الدجاج بالماء المغلي لفترة طويلة، هي أفضل الطرق، إذ تستخلص كثيراً من الدهون ومن المواد الكيميائية المضافة إلى غذاء الدواجن، ونسبة كبيرة من حامض اليوريك.. ونحن نشجع على استخدام هذه الطريقة، مع تجنب تناول الحساء (الشوربة) وجلد الدجاج الذي تتركز فيه كمية عالية من الدهون غير المرغوب فيها..
3- ومن الأوهام الغذائية الشائعة أيضا أن عصائر الفواكه –وخاصة عصائر الموالح- ومعها عصير الطماطم، لا ينبغي تقديمها إلى مرضى القرحة المعدية.. وهذا غير صحيح علمياً. فإن الأحماض التي توجد في الفاكهة هي عادة أحماض عضوية فيما عدا بعض الحالات الشاذة، وهي تتأكسد بعض الامتصاص إلى غاز ثاني أكسيد الكربون والماء وكلاهما يستبعدان مما لا يترك أثراً حامضياً بينما الجزء غير العضوي المتبقي متهما بعد أكسدة الجزء العضوي يكون قاعدي التأثير ولهذا فإن الفواكه تكون قاعدية التأثير بعد امتصاصها فيما عدا البرقوق المجفف والبرقوق والتوت البري التي تحتوي على أحماض عضوية مثل حامض البنزويك في البرقوق المجفف وحامض الكوينيك في البرقوق وهذه لا يمكن للجسم أكسدتها ومن ثم فهي تترك أثراً حامضياً.
4- يسود الاعتقاد بين بعض الناس أن البنجر الأحمر اللون يبني الدم في جسم الإنسان مع أنه من المعروف غذائياً أن البنجر ليس مصدراً جيداً للعناصر الغذائية الضرورية اللازمة لتكوين وبناء الدم، وهي بصفة أساسية: البروتين والحديد والنحاس وفيتامينات (ب12).
5- كما يسود الاعتقاد لدى معظم الناس أن أكل اسمك وشرب اللبن وشرب التمر الهندي في آن واحد يسبب خللاً عقلياً وهو اعتقاد خاطئ تماماً لا أساس له من الصحة.
6- يعتقد كثير منا أن عسل النحل لا يسبب زيادة في الوزن مما يجعله وفقاً لهذه الفكرة الخاطئة- مناسباً في حالات الرجيم الخاصة بتخفيض الوزن. بيد أن ذلك غير صحيح لأن كل ملعقة من عسل النحل المصفى (21 جراماً) تعطي قيمة سعرية تعادل 65 سعراً بينما ملعقة السكر (12 جراماً) تعطي قيمة سعرية تعادل 45 سعراً فقط (المقصود بالملعقة المستخدمة في هذه الحالة ملعقة السفرة).
7- ومن الأفكار الغذائية الخاطئة، أن الحليب ضروري للأطفال فقط، وأن البالغين ليسوا في حاجة إلى تناوله. لأنه بدون تناول الحليب أو منتجاته يصعب إمداد الجسم باحتياجاته اليومية لمقترحة من الكالسيوم، فضلاً عن أن الحليب ومنتجاته تمد الجسم بكميات ملموسة من البروتين عالي الجودة والفسفور وفيتامين أ والريبوفلافين.
8- أن شرب الماء بكثرة يسبب البدانة وهذا غير صحيح فليس للماء أية قيمة سعرية يمكن أن تتحول إلى دهن في الجسم.
9- أن مياه الصودا الغازية غير الملونة، خالية من السعرات، وهذا خطأ لأن كل كوب منها يعطي قيمة سعرية تتراوح ما بين 85 و100 سعر.
10- أن وضع البقدونس تحت الكباب والكفتة أو تحت المشويات من اللحوم والدواجن والأسماك هو بقصد الزينة فحسب! وهذا اعتقاد خاطئ تماماً لأن إضافة البقدونس في هذه الحالة ذات فوائد عديدة منها على سبيل المثال لا الحصر: أن نبات البقدونس يساعد في إفراز حامض اليوريك ويدر البول ولعل ذلك يوضح سب خلطه مع البيض والبطاطس ومن جهة أخرى فإن ارتفاع محتويات البقدونس من الحامض الأميني الميثيونين ينشط عمل الصفراء وزيادة إفراز العصارة الصفراوية مما يساعد في سهولة هضم الدهن المصاحب للحوم أو الدواجن المشوية أو العجة.
11- يعتقد البعض أن شرب الشاي أثناء تناول الطعام يساعد في سهولة هضمه وهذا اعتقاد خاطئ لم تثبت صحته بل العكس هو الصحيح! فقد وجد أن ذلك يؤدي إلى إعاقة امتصاص الحديد ومن ثم فينصح بالإقلاع عن هذه العادة الغذائية.
12- هناك اعتقاد سائد خلاصته أن شرب كمية كبيرة من المياه ينقي الدم ويمنع ترسيب حصى في الكلى وهذا اعتقاد خاطئ لأن شرب الماء بكميات زائدة عن الحدود المعقولة يسبب الحالة المعروفة بالتسمم المائي، التي تنتهي بالوفاة.
13- تنتشر بين بعض الناس عادة عدم أكل البيض أو السمك أثناء الإصابة بالزكام والأنفلونزا ونزلات البرد لاعتقادهم أن هذه الأغذية تؤدي إلى تأخير الشفاء وهذا اعتقاد غير صحيح نظراً لأن المريض في هذه الحالة يكون أكثر احتياجاً إلى البروتينات الحيوانية المصدر من حالة سلامته من هذه الأمراض، وذلك لتدعيم جهزه المناعي بهدف التغلب على المرض في أقصر وقت ممكن بإذن الله.