أشارت دراسة سعودية بيئية وصحية حديثة، إلى احتواء أجواء المنازل على عشرات الملوثات المسؤولة عن العديد من أمراض الجهاز التنفسي والقلب والحساسية والأورام السرطانية المتنوعة، فضلا عن أنها تسبب الوفاة. وتناولت الدراسة التي نفذها كل من الدكتور نوري الطيب والدكتور بشير جرار، بدعم من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، تحت عنوان «التلوث الداخلي للمنازل»، مصادر التلوث داخل المنازل، أنواعها، ومخاطرها على الصحة، وسبل التصدي لها، والوقاية منها.
وتوصلت الدراسة الى ان عمليات الطهي من أهم مصادر ملوثات المنازل، حيث ينبعث منها العديد من الغازات، والأبخرة، والجسيمات ذات التأثير الكبير على الصحة العامة لجسم الإنسان، كما يطلق عليها لقب «القاتل الصامت» بسبب مخاطرها. وتتفاقم هذه المشكلة في حال عدم توفر الأفران النموذجية، وضعف التهوية في المنزل.
وينبعث من عمليات الطهي العديد من الغازات والمواد السامة مثل: غاز أول وثاني أوكسيد الكربون، أكاسيد الكبريت، الميثان، جسيمات الفحم، مواد هيدروكربونية «بعضها مواد مسرطنة مثل البنزوبايرين». وتقدر منظمة الصحة العالمية، بأن نحو 2500 مليون شخص يتعرضون إلى مستويات مرتفعة من غازات الطهي في منازلهم، وأن نحو مليونين من حالات الوفاة سنويا تعود جذورها إلى تلوث المنازل بالغازات، والجسيمات المنبعثة من الطهي. وأضافت الدراسة إلى أن عمليات التدفئة سبب آخر في ملوثات المنازل التي تنجم عن احتراق الأنواع المختلفة من الوقود لغرض تدفئة المنازل مثل: الكيروسين، الغاز، الفحم الخشبي والحجري، الغاز والحطب، روث الحيوانات، القش ومخلفات النباتات، انبعاث العديد من الغازات والجسيمات التي تسبب متاعب متنوعة للإنسان، مثل: الصداع، الدوخة، الإعياء، تحرش العيون، الجهاز التنفسي، ضيق في التنفس، السعال المزمن. ونتيجة لاحتراق هذه المواد، فإنه ينبعث إلى أجواء المنزل العديد من الملوثات التي تبقى لفترات طويلة، مثل: أكاسيد الكربون والكبريت، الجسيمات العالقة، القطران، والميثان. ووفقا للدراسات فأن دخان التبغ يحتوي على العشرات من المواد الكيميائية، تصل إلى 4000 مادة كلها ضارة، ثبت أن منها 43 مادة مسرطنه يتعرض لها المدخنون، ومن يشاركونهم في المكان، دون أن يدخنوا. وينبعث من التدخين العديد من المواد الكيميائية، مثل: النشادر، الأكرولين، أول أوكسيد الكربون، الفورمالدهيد، النيوكتين، أكاسيد النيتروجين، الفينول، سيانيد الهيدروجين، ثاني أوكسيد الكبريت، ومواد هيدروكربونية حلقية متطايرة.
واضافت الدراسة ان حيوانات المنازل تحمل أشكال مختلفة من الملوثات التىتتطاير في المنازل عن طريق، الشعر، القشور المتساقطة من جلدها، الريش، اللعاب، البول، الفضلات، وأجزاء هياكل الحشرات خاصة الصراصير.
ويتسبب الأثاث الجديد ايضا في عدد من الملوثات في المنازل، مثل: السجاد الذي يعتبر مصدر للفورمالدهيد، وجسيمات الغبار، والجسيمات المتساقطة، منتجات النجارة خاصة الخشب المضغوط، ودهانات الأثاث.
كما تلوث مواد البناء المنازل، حيث اشارت الدراسة الى وجود ملوثات خطيرة تطلقها هذه المواد مثل: الأسبستوس المستخدم لأغراض العزل، والألياف الزجاجية، والمنظفات والمطهرات التى تحتوي على مواد متطايرة قد تبقى في أجواء المنازل فترات طويلة. كما يعتبر التنظيف الجاف، مصدرا لإطلاق مادة التولوين في المنزل وتعتبر مواد الديكور التي يندرج ضمنها، أوراق التغطية للجدران، والأسقف، وكذا بعض أنواع الستائر مصدرا لإطلاق مواد عضوية متطايرة مثل: الفورمالدهيد، وغيره من الملوثات، كما يندرج ضمن ذلك وجود التحف المنزلية المحتوية على الريش.
كما يسبب استخدام المبيدات المتنوعة للقضاء على الحشرات، والقوارض، والفطريات، خطر كبير على الأطفال في المنازل، إذ يقوم بعضهم بابتلاعها، فضلا عن تعرضهم لاستنشاق جسيماتها التي يبقى جزاء منها عالقا بأجواء المنزل وتصل مستويات المواد العضوية المتطايرة أثناء طلي جدران المنازل بالدهانات، والمذيبات والورنيش والتي تعتبر احد الملوثات للمنازل كما جاء في الدراسة، إلى نحو 100 ضعف مستوياتها خارجه، كما أن هناك بعض الدهانات تحتوي على مركبات الرصاص، خاصة الدهانات المائية من نوع اللاتكس، ما يؤدي إلى تطايرها في الهواء.
وحسب الدراسة، يمكن اعتبار الإنسان مصدرا للتلوث في المنزل، لحملة بعض الغازات الضارة مثل: ثاني أوكسيد الكربون، البكتيريا، الفطريات، الفيروسات، الطفيليات، وإطلاقه بعض الروائح الحيوية. كما يتسبب نمو بعض الفطريات على بعض المواد الغذائية المخزنة مثل: الحبوب، الأرز، المكسرات، في إنتاج سموم فطرية تلوث الغذاء، ومن أشهر هذه السموم «الأفلاتوكسين»، وهي تنتج من نمو فطر «الأسبرجلس فلافس»، على الأرز، والحبوب، والمكسرات، وعلف الحيوانات، عند توفر درجة الحرارة والرطوبة المثلى في المخازن التي تحتويها، وهي تسبب سرطان المعدة، الرئة، والكبد.
وذكرت الدراسة ان المواد الرذاذية المستخدمة، ضد التعرق، عبارة عن ايروسولات (رذاذ محمول عبر الهواء) عضوية، تبقى عالقة في هواء المنازل لفترات طويلة، وبعضها مسرطن، ومن امثلتها: الرذاذ المستخدم ضد التعرق، ملطفات الهواء.
وإلى جانب ذلك تدخل ملوثات خارجية الى المنزل، وهي غازات سامة من عوادم السيارات والمطاعم القريبة تدخل عبر النوافذ والأبواب. كما ان الغبار المنزلي الذى ينتج من مصادر داخل المنزل، احد مصادر الملوثات المنزلية.
وينجم عن حيوانات المنزل، العديد من المواد التي تسبب الحساسية لبعض الأشخاص، وتعتبر المكونات البروتينية لهذه المواد المتساقطة المسبب الأول للتحسس، إضافة إلى بروتينات اللعاب الذي يلصق مع جلد الحيوان عندما يلعق نفسه أو يلعق حيوانا آخر، كما تحتوي بروتينات بعض الحيوانات على مواد متسببة في التحسس تتطاير إلى أجواء المنزل، بعد أن تجف الافرازات، أو السوائل التي تحتويها، ويمكن أن تبقى لفترة طويلة في الهواء، وقد تتطور هذه الحساسية إلى مرض الربو.
وتتساقط من أجساد القطط، مواد بروتينية تحسسية، خاصة من فرشة الرأس، وقشور الجلد، حيث تحتوي هذه المواد على أنزيمات هاضمة تنتقل إلى الجلد، خلال عملية التفلية. وتعتبر القطط، أكثر خطورة من الكلاب، فيما يخص تأثيرها التحسسي لأصحاب المنزل، وذلك لأنها تلعق نفسها أكثر من الكلاب، كما أنها تقضي وقتا أطول في المنازل ملاصقة للإنسان، كما أن السجاد، وأثاث المنزل، عاملان مساعدان، لبقاء مسببات التحسس لعدة اشهر.
امثله على مخاطر المنظفات
منظف الزجاج
المخاطر: يحتوي على الأمونيا وهي من المواد الخطرة فوجودها يسبب أضرار بالعين والجهاز التنفسي، كما قد يسبب أنواع من الحساسية الجلدية.
منظف الأثاث
المخاطر: يحتوي على الفينول وهو من المواد الخطرة، قد يسبب وجوده أضرار في الجهاز التنفسي وأنواع عديدة من الحساسية..
معطر الجو
المخاطر: يحتوي على مادة الفورمالدهايد وهي تسبب أنواع من الأضرار على الجهاز التنفسي وأنواع من الحساسيات.
البدائل البيئية: تستخدم روح الفنيليا الموضوعة على القطن والزهور المجففة.
المبيدات الحشرية
المخاطر: يحتوي على مادة السيانيد وهي مادة خطرة ورائحتها منفرة تسبب أضرار في الجهاز التنفسي والعين ولكن لا يمكن الاستغناء عنها. لكن الآن هناك حل سهل وفي متناول الجميع.
مسالك المجاري
المخاطر: يحتوي على حمض قوي يسبب حروق وحساسية في الجلد تنبعث منه رائحة منفرة.
منظف الفضيات
المخاطر: يحتوي على مواد سامة وخطرة وله رائحة منفرة يسبب حساسية في الجلد وأضرار في الجهاز التنفسي.
منظف الأفران
المخاطر: يحتوي على مواد خطرة جداً ويسبب أضرار كبيرة للجهاز التنفسي والأنف.
منظف البلاط
المخاطر: يحتوي على حمض قوي ومركز يسبب حروق وحساسية في الجلد وأضرار عديدة في الجهاز التنفسي، ينبعث منه غاز سام قد يسبب الغيبوبة بمجرد فتح العلبة وتركها لفترة في مكان مغلق..