البكيرية ….. تاريخها ……. جغرافيتها ……. رجالاتها

كتب مندوب جريدة الرياض في عدد يوم الجمعه 10 صفر 1427هـ – 10 مارس 2006م – العدد 13773  مايلي :

البكيرية تاريخها، جغرافيتها، رجالها مؤلف للأستاذ صالح بن عبدالعزيز الخضيري والذي أشار فيه المؤلف إلى أنه منذ أكثر من مائتين وخمسون عاماً ظهرت البكيرية وسط منطقة القصيم، فمن خلال الزمن تتغير معطيات الوجود، بعد أن كانت عبارة عن بئر ومزرعة صغيرة المساحة وعدد قليل من الأفراد تحولت اليوم إلى محافظة ذات مساحة كبيرة في المنطقة وذات أهمية اجتماعية واقتصادية، حيث عاصرت فترة المتغيرات الكبيرة التي شهدتها، فقد كانت في مرحلة التكوين الأولى مركزاً ثقافياً يبث من خلاله التعليم والتقاليد الإسلامية لسكانها ومن جاورها بالإضافة إلى تطور نشاطها الزراعي والتجاري، ومن خلف هذا التطور رجال عملوا بما أمر اللّه به فكان أساسها متينا في جميع النواحي وأضاف:

لقد تغيرت البكيرية تغيراً كبيراً، فالناحية العمرانية اتسعت وانتظمت وأخذت بالأساليب الحديثة حتى نالت لقب المدينة الصحية الأولى في المملكة العام 1419ه (1999م)، ورشحت مع ثماني مدن على مستوى العالم لمسابقة الأمم الراقية في اليابان.

وتطور سكانها من جميع النواحي سواء أكانت إحصائية أو في أساليب حياتهم، فمن الناحية التعليمية كان للكتاتيب والمساجد دور تعليمي أساسي فتحولت إلى مدارس ومؤسسات تعليمية متخصصة وبأساليب حديثة مع احتفاظهم بجذورها الإسلامية وتناول المؤلف في البداية المعلومات الأساسية عن محافظة البكيرية من موقعها بالنسبة للمملكة وامتدادها وأقسامها الإدارية وموقع حاضرتها الجغرافي وأبعاده وموقعها الفلكي وتأثيراته على الحياة اليومية، وأثر البكيرية ومساهمات رجالها في بداية تكوين الدولة السعودية بقيادة الملك عبدالعزيز طيب اللّه ثراه، وأهم الأحداث التي مرت بها البكيرية، والاطلاع على الآثار التي خلفها الأوائل، ثم انتقلت لمعرفة الجوانب الطبيعية في المحافظة لكي يدرك القارئ الموارد الطبيعية والظروف التي شكلت إنسان تلك المنطقة، بعدها تناولت السكان في المحافظة بصورة عامة وسكان مدينة البكيرية بصورة خاصة وتطور نموهم، بعد أن كانت عبارة عن أسرة واحدة لا يزيد عدد أفرادها على العشرة أفراد في مرحلة التكوين إلى مجموعة كبيرة من الأسر تضم ما يفوق الأربعين ألفاً من السكان، كذلك استعرضت تطور الإنسان في استغلال وتسخير الموارد الطبيعية لخدمته من فلاحة الأرض وتربية الحيوان وتبادل تلك السلع وطرق التعامل بينهم وتطور تلك الأنشطة الأقتصادية ثم التنظيم الإداري قديماً وحديثاً وتقديم الخدمات التعليمية والصحية والاجتماعية والترفيهية لسكانها، وتطور الناحية العمرانية في مدينة البكيرية.

وذكر أنه من الدوافع الأساسية للكتابة عن البكيرية هم أبناء تلك المدينة، فقد وضع رجالها الأوائل اللبنة الأساسية للبكيرية فأصبحت منارة علم تمنح لسكانها ومن حولها طريق النور، وكان لهم الأثر في حياتنا الدينية والفكرية والأدبية وسلوكنا اليومي وأصبحوا إرثنا الذي نفتخر ونعتز به.

ثم تناول في الأجزاء الأخيرة سلوك الفرد وتفاعله في مجتمعه في البكيرية منذ طفولته إلى تكوينة للأسرة.

وأبان إن جمع المعلومات والبحث عن المصادر في كتابة مثل هذا النوع من الكتب، تواجهه العديد من العوائق في سبيل أكتمالة قد المستطاع، فقد واجهت العديد من الصعوبات في جمع مادة هذا المؤلف من نقص في المعلومات الخاصة بالمحافظة وحاضرتها، لذا كنت أتردد كثيراً لأن العناصر المطلوب جمعها عن البكيرية قد لا أستطيع احتواءها إلا ما ندر من بعض المصادر التاريخية، أو من الرواة كبار السن الذين يوثق بروايتهم وضبطها بصورة تشبه المصدر التاريخي، وهذا يرجع إلى أن عمر هذه المدينة غير طويل المليء بالأحداث وأضاف لقد حاولت جاهداً قدر استطاعتي الحصول على أكبر قدر من المعلومات الهامة عن البكيرية ورجالاتها من خلال جمع التراجم للعديد من الشخصيات التي لم أتمكن من الحصول على جزء كبير منها، حيث لا يرغب البعض منهم في ذلك ويرجو الثواب من اللّه، كما حاولت أن أوضح للأجيال القادمة أساليب ونمط حياة أبائهم وأجدادهم، لكي يقتدوا بهم، كذلك رداً للجميل ووفاء وعرفاناً لهم،

وأسجل للمؤالف كلمة شكر وتقدير لكل من اهتم وسأل عن مسيرة إعداد هذا الكتاب، وأعبر عن امتناني للإخوة الذي ساهموا في مراجعة بعض محتوياته، وتصويباتهم لبعض الأخطاء التاريخية أو المعلوماتية، وكذلك الذين ساهموا بتزويدي بالعديد من المعلومات الهامة عن تاريخ المحافظة وكذلك ببعض الصور التاريخية.

وذكر إن إحساسك بوجود من يدفعك ويشجعك لإتمام مثل هذا العمل من خلال الدعم المتعدد الأوجه، يجعلك تثق أن جهدك لم يذهب سدى، لقد أصر عدد من رجال البكيرية المخلصين على المساهمة والدعم المادي بطباعة هذا الكتاب، كأقل القليل لبلدتهم، وفاء وإخلاصاً ورداً لجميلها ليكون في متناول أهل المنطقة، ولمن يرغب في الاطلاع والمعرفة عن البكيرية وتاريخها وجغرافيتها ورجالاتها، فلهم مني خالص الشكر والتقدير والامتنان على مبادرتهم الخيرة.

http://www.alriyadh.com/136754