قدر مختصون في شؤون المستهلك حجم هدر الأسر السعودية للأطعمة خلال شهر رمضان ب30 في المئة من الكميات المعدة للطعام. وطالبوا في تصريحات عبر “الرياض” بإنشاء بنك للطعام، يطلق برامج توعوية ويهدف إلى احتواء الفائض من الأطعمة المعدة في المنازل لتوزيعها على المحتاجين والجمعيات الخيرية، ممتنعين عن تحديد حجم تكاليف الإنفاق على مستلزمات رمضان من الغذاء، لكنهم قالوا إن السعوديين يستهلكون فقط ثلثي الأطعمة المعدة لوجبتي الإفطار والسحور.
ووفقا للمهندس سليمان البطحي مستشار بيئي ومختص في شؤون المستهلك فإن 40 في المئة من حجم النفايات من أصل مخلفات عضوية، وأن 25 في المئة من المخلفات العضوية فائض أطعمة.
وأكد البطحي أن إنشاء بنك للطعام سيلعب دورا بارزا في توعية المستهلكين تجاه ثقافة الاستهلاك والشراء، موضحا “تعودنا نطلب أكثر من حاجتنا، وفائض أطعمتنا دليل على ثقافتنا الشرائية والاستهلاكية”.
وقال البطحي إن إنشاء “بنك الطعام” سيهدف إلى تفعيل برامج المسؤولية الاجتماعية على مستوى الأسرة السعودية تجاه الأسر المحتاجة على المستوى الوطني، تأمين احتياجات المحتاجين وذوي الدخل المحدود من الطعام بما يكفيهم السؤال، تنفيذ برنامج توعوي صحي عن الوجبات الصحية والعادات والانماط الغذائية الصحية وعن النظافة والصحة العامة، تنفيذ حملات تثقيفية وتوزيع مواد إرشادية عن كيفية تحقق مردود جيد يعود بالنفع على مختلف الشرائح، إنشاء قاعدة بيانات تفصيلية عن ذوي الدخول المنخفضة من أفراد المجتمع بحيث تكون مرجعاً موثقاً، تكوين مجموعات من الميسورين والمسؤولين والعلماء، والمفكرين، والمتخصصين لمساعدة ودعم “بنك الطعام”، إصدار المواد الإعلامية التثقيفية المتخصصة في المجال، إجراء دراسات بحثية لمحاولة تحسين وضع الأسر المحتاجة والعمل على إعادة تاهيلها وتنمية قدرات أفرادها لتكون عناصر منتجة، إعداد البرامج العملية المنوعة في مجال الطعام و تقديم المشورة في مجال اختصاص “بنك الطعام”.
فيما كشف عبدالعزيز الخضيري مختص في شؤون المستهلك عن فائض يومي وفائض بعد شهر رمضان، موضحا “لا توجد لدينا ثقافة استهلاك، ونفتقر لسياسات تنظيم عمليات الشراء والاستهلاك معا.. لدينا فائض يومي من الأطعمة يذهب إلى سلة المهملات، واستهلاكنا من الأطعمة المعدة على موائدنا لا يتجاوز الثلثين فقط، ونتفاجأ بفائض نهاية شهر رمضان لمستلزمات تم شراؤها ولم تستخدم”.
وقال الخضيري “القضية ليست ترشيدا، وإنما ثقافة شراء واستهلاك”، مطالبا في الوقت ذاته بوضع خطط مبنية على الاحتياجات الفعلية لكل أسرة قبل شراء المستلزمات وكذلك قبل طهو الطعام لتفادي عمليات هدر الأطعمة.
إلى ذلك أرجع الدكتور عبدالرحمن القحطاني الأمين العام لجمعية التوعية الصحية “حياتنا” حجم إسراف السعوديين في شراء مستلزمات الغذاء إلى تأثير حجم الإعلانات التجارية للأصناف الأكثر تداولا خلال شهر رمضان، موضحا “حجم العروض والتخفيضات تلفت أنظار المستهلكين”، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن غالبية الأصناف التي تشملها العروض مشارفة على انتهاء صلاحيتها.
وقال القحطاني “تعودنا على الإفراط في عمليات طهو الطعام، وحجم إنفاقنا على المستهلكات اليومية يتجاوز حجم الاحتياج الفعلي، وثقافتنا الاستهلاكية تحتاج إلى برامج ودراسات”.