• رغم تعدد قضايا ومشكلات وهموم المستهلك، ورغم الاهتمام الحكومي المحدود مؤخرا بمعاناته في مجال الصحة والسلامة والهدر والمالي، إلا أن وسائل الإعلام لدينا بقنواتها وصحفها وضجيجها لم تلق له بالا إلا من خلال أخبار قصيرة متفرقة هنا وهناك لم تنل حظها من الإبراز والاهتمام.
• الذي أعنيه هو غياب اهتمام وسائل إعلامنا المحلي بالمستهلك بشكل عام، سواء من خلال تخصيص صفحات يومية أو شبه يومية في صحفنا، أو برامج أسبوعية في قنواتنا المتعددة التي أسرفت في برامج التسلية والترفيه، التي لا تحقق هدفا توعويا ولو بشكل غير مباشر.
• فالأخطار تحدق بالمستهلك من كل جانب، سواء كان ذلك غذائيا أو كهربائيا أو كيميائيا، وحتى في مسائل الترشيد الاستهلاكي أو المالي خاصة مع تجدد السلع والمنتجات بتقنياتها التي يقبل عليها المستهلك، وفي المقابل لا يجد مقابل ذلك التوعية المشوقة والمستمرة.
• بعضهم يضع اللائمة على المستهلك وأنه هو الذي يخطئ في حق نفسه، متناسين ومستبعدين الجهات ذات العلاقة في التوعية وعلى رأسها وزارة الثقافة والإعلام التي لم أذكر أنها قدمت عملا توعويا مستمرا وثابتا للمستهلك.
• بل إن كثيرا من الصحف تتغنى بمسؤوليتها الاجتماعية أمام القارئ وهي بعيدة عن توعية المستهلك كما يجب، التي تعتبر مسؤوليتها الاجتماعية أهم أهدافها، خاصة إذا كانت عادلة بين المستهلك (القارئ) والتاجر (المُعلِن).
http://www.alsharq.net.sa/2014/01/30/1061411
المستهلك
المستهلك والتجارة العادله
عبدالعزيز الخضيري
بدأ ظهور فكرة (التجارة العادلة) في أوائل عقد التسعينيات من القرن العشرين، عندما تبنت بعض المنظمات والمؤسسات الأوروبية والأمريكية فكرة تحقيق سعر عادل لمنتجات صغار المزارعين ومصدري المواد الزراعية وأصحاب الحرف التقليدية، وخاصة في دول العالم النامية.
وتقوم فكرة التجارة العادلة في الأساس على كيفية توفير فرص وسبل جيدة للمنتجين في الدول النامية لبيع سلعهم ومنتجاتهم بأسعار عادلة «قريبة» من الأسعار العالمية، وتقليل حالات الاستغلال التي يتعرض لها هؤلاء المنتجون، خاصة من بلدان الشمال المتقدم.
وتقوم مبادئ التجارة العادلة على شراء المنتجات بصفة مباشرة من صغار الفلاحين الأكثر احتياجاً دون وسيط بينهم وبين المستهلك. وعلى تحديد سعر الشراء بشكل عادل من خلال النظر إلى الاحتياجات الحقيقية للمنتجين الصغار وعائلاتهم، وكذلك مع الأخذ في الاعتبار أسعار تلك المنتجات في الأسواق. وعلى أن تتأسس العلاقات مع الفلاحين على قواعد عقود شراكة طويلة الأجل، بالمقابل يلتزم هؤلاء الفلاحون بجودة الإنتاج، وعليهم أن يتطوروا بسرعة نحو الإنتاج البيولوجي الخالي من المبيدات الكيماوية، وأن تمنح منظمات التجارة العادلة الفلاحين الصغار منحة سنوية تمكنهم من تمويل المشاريع التي تسعى إلى التطور المحلي الدائم.
ومن مزايا التجارة العادلة: لفت الأنظار إلى مقدار ما يعانيه منتجو الدول الفقيرة من ظلم وعدم مساواة في جني أرباح منتجاتهم كما ينبغي. وتوفير سبل بيع ملائمة لمنتجي ومصدّري الدول النامية في الدول المتقدمة، مما يؤدي إلى توفير وضع أفضل للمزارعين في السوق الداخلي والخارجي. ومراعاة البعد البيئي في هذه المنتجات؛ بحيث تكون المنتجات الزراعية المبيعة غير ضارة بالبيئة أو بصحة الإنسان، وإنتاج أصناف ذات نوعية جيدة. وتوفير سبل عمل مشروعة لعديد من العاطلين عن العمل، سواء في البلدان النامية أو المتقدمة، واحترام حقوق هؤلاء العمال.
رالف نادر …… المستهلك الثائر الاول في العالم
كانت فرصة نادرة ان التقي بالسيد ( رالف نادر ) في مارس 2013 في دبي ، والذي حرصت على اللقاء به اثناء المؤتمر الاول العالمي للمستهلك ، في زيارة الثانية للخليج بعد زيارته للسعوديه عام84 م كما قال لي . هذا خلاف زياراته المتكررة لبيروت لزيارته بعض افراد عائلته الكبيره .
وتقول عنه موسوعه ويكيبيديا انه ولد في ولاية كونيتيكت الامريكيه من والدين مهاجرين لبنانيين. تخرج من جامعة برنستون بدرجة جيد عام 1955، ومن ثم من كلية الحقوق في هارفرد بعام 1958. عمل محامياً وأستاذاً في “تاريخ الأنظمة السياسية” في جامعة هارفرد.
أدرج اسمه ضمن لائحة “أكثر مئة شخص تأثيراً في أميركا” من قبل مجلة “ذي أتلنتك منثلي”، وهو واحد من ثلاثة ما زالوا على قيد الحياة من تلك القائمة.
ترشح لرئاسة الولايات المتحدة 4 مرات، بأعوام 1996 و2000 كمرشح لحزب الخضر، وعامي 2004 و2008 كمرشح مستقل.
نضاله : شن رالف نادر حملات قاسية على الشركات الكبرى التي تسيطر على الحياة الاقتصادية في المجتمع الاميركي ابتداء بصناعة السيارات، إلى الدفاع عن حقوق المستهلك. كما شن حملات سياسية على ما سماه ديكتاتورية الحزبين الممارس من قبل الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الديمقراطية الأميركية رافعا الصوت بأن هذه الديكتاتورية تضعف الديمقراطية الاميركية
حملته على صناعة السيارات : شن حملته على صناعة السيارات الاميركية وحربا طويلة الامد لمصلحة المستهلك. لم تكتف حملات نادر على تصحيح الخلل في منطق السوق الرأسمالية الاميركية الشرسة ضد المستهلك، بل هاجم بشدة السياسة الخارجية، التي يراها سياسة امبريالية، تفرض سطوتها على الأسواق خارج حدودها، متصفة بالعمل بمنطق الشركة حيث يتم منح الشركات امتيازات على حساب المجتمع المدني وذلك مما يتناقض مع مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان.
ومن منصب محامي الدفاع عن المستهلك، 1963، أعلن نادر أن السيارات الاميركية الصنع لا تصلح أبدا للسلامة، فهدف الشركات لم يكن يوما سلامة المستهلك بقدر ما كان المنظر ورخص الإنتاج. فكتب مقالات وكتبا أحدثت تغيرا نوعيا في النظر إلى صناعة السيارات. وأدى إلى لجنة تحقيق في مجلس الشيوخ عمل فيها مستشارا.
وهز كتابه “سيارة غير آمنة أبدا”، 1965، نرجسية صناعة السيارات الاميركية. وبدأت حرب اعلامية شرسة. إذ عرى نادر هذه الصناعة أمام الرأي العام عندما أثبت أن ما تنتجه من سيارات ما كان يهدف إلى سلامة السائق بقدر ما ركزت على السرعة والمنظر دون الكفاءة. فبدل أن تعمل الشركات على تلبية الحاجة الحقيقية من وراء إنتاج السيارات، ألا وهي المواصلات الآمنة، يتم إنتاج سيارات للسرعة وللمظهر وتوظيف الأموال للمنافسة على هذه المواصفات دون الالتفات إلى معايير السلامة. وليس صحيحا أن التكنولوجيا ليست متطورة، إن حزام الأمان الذي ينقذ من الأرواح الآلاف كل عام كان قد طور منذ الحرب العالمية الأولى، لكنه لم يتم ادخاله في صناعة السيارات إلا بعد شن نادر حملته عليهم، لأن القائمين على الصناعة لم يريدوا ان يتطرقوا إلى موضوع سلامة السيارات حتى لا يجفلوا المستهلك، بل على السرعة والاثارة ليبيعوا أكثر.
حاولت شركة “جي أم” هدم مصداقيته، واستأجرت تحرين خاصين لمراقبة حياته الشخصية والتنصت عليه والبحث في ماضية وارسال بنات الهوى اليه، لايجاد ممسك اخلاقي ضده إلا انها فشلت.
لكن نادر، وهو صاحب السيف القانونية، نازلها في الميدان الذي يبدع فيه، إذ قاضاها في جرم “التعدي على الحرية الشخصية” وربح القضية مجبِرَها على الاعتذار علنا وأدْفعها 284 الف دولار، مستعملا المال في تدعيم حملته للدفاع عن المستهلك. ومن الصعب توقع تحركات هذا الرجل السبعيني. فاهتماماته تخطت سلامة السيارات والتي كان سببا في سن قانون “حزام الامان”، بل تعداها إلى تشكيل شبكة من المجموعات المدنية كان لها أثر جما على تعديلات في قوانين الضرائب، وأنظمة الطاقة النووية، إلى برامج الصحة.
ونادر يفهم جيدا كيف يعمل النظام الديمقراطي بطاقته الكلية. فمن دون المجموعات المدنية التي تراقب سلوك السلطة السياسية ومؤسساتها لن يكون بإمكان المواطن مواجهة الامتيازات الكبرى التي تمنح للشركات. ومنذ العام 1966، أحدثت هجمات نادر على الشركات الكبرى صدمات في الرأي العام وكانت سببا لسن ثمانية قوانين، على الأقل، لحماية المستهلك: كقانون سلامة السيارات، وقانون مياة الشرب السليمة. بالإضافة إلى أنه كان سببا في خلق العديد من منظمات الدفاع عن الحقوق المدنية رسمية وغير رسمية: كوكالة حماية البيئة إي بي اي، إدارة صحة وسلامة العامل أوشا، منظمة بَبْلِك سِتِزِن لحماية المستهلك، مجموعة البحث والتحقيق في المصلحة العامة “بيرغ“. زد على ذلك، أنه كان وراء سحب الملايين من السيارات المعطوبة من السوق، ووراء قانون “حرية المعلومات” الذي يسمح بحرية الناس الاطلاع على المعلومات الخاصة بالسلطات.
لماذا هم متوترون من حماية المستهلك .؟؟
• لكنني لم أتوقع انزعاج بعض أعضاء مجلس الشورى من نشاط د. توفيق الربيعة تجاه حماية المستهلك، وكنت منزعجاً بل ومنصدماً أكثر بجهل هؤلاء الأكاديميين الاقتصاديين و(مطالبتهم بأن تتوقف وزارة التجارة عن حماية المستهلك؛ لأنها تقمصت دور جمعية حماية المستهلك).
• هذا ما طالب به -مع الأسف الشديد- عضو مجلس الشورى د. فهد بن جمعة، الذي كان من الأولى به وهو يمثل الشعب تحت قبة المجلس الدفاع عنهم وحمايتهم من تلاعب بعض ممارسي العمل التجاري.
• والغريب أن العضو المحترم يجهل أن جمعية المستهلك هي جمعية أهلية توعوية بحتة، يعني (لا تهش ولا تنش) وليس لها في التنفيذ أو التشريع أي صلة! وأن الجمعية ليس لها اعتراف من المستهلك نفسه بسبب غياب دورها التوعوي البسيط.
• ألم يكلف د. بن جمعة نفسه بالاطلاع على تنظيم الجمعية ومعرفة اختصاصاتها وحدود صلاحياتها..؟ أم أن القضية كلها لفت انتباه و… (نحن هنا)..؟
• ألا يكفي هؤلاء المنزعجين والمتوَتِّرين أن وزارة التجارة ظلت 40 عاماً تقريباً وهي في غياب عن حماية المستهلك، سواء من غش التجار أو تلاعبهم بمقدرات المستهلك؟
• ألا يعلم العضو المحترم أن وزارة التجارة حالياً في المركز الأول من تقدير الناس بسبب اهتمام الوزير بمشكلاتهم الأزلية وأهمها حل المساهمات العقارية المتعثرة؟
• نربأ أن يكون العضو المحترم من المنتفعين بإيقاف حماية المستهلك.. لكن لعلها زلة قلم.
من لايحترم القضاء.. لن يحترم المستهلك
ومصدر صدمتي يكمن في مستوى تفكير وعقلية أستاذ جامعي في (أخلاقيات الإدارة) في التعامل مع حكم نهائي فوري التنفيذ وغير قابل للاستئناف من جهة قضائية عليا. إذ من المفترض احترام أحكام القضاء مهما كان الأمر، خاصة بعد أن استنفذ (التويم) كل طاقاته ووقته واتصالاته وعلاقاته وإعلامه من أجل تحقيق هدفه بمنع إبعاده نظاماً من الجمعية وكذلك من خلال جولات قضائية استمرت أربع سنوات بين رئيسي الجمعية (التويم والحمد) داخل أروقة المحاكم.
لايهمني وضع جمعية حماية المستهلك الآن، ولايهمني الرئيس الخصم الذي كسب القضية، لأن الجمعية قُتلت وتم تشييع جثمانها والصلاة عليها وتم دفنها منذ زمن، وباتت في حكم ذكريات الماضي بالنسبة للمستهلكين، خاصة بعد نشاطات وزارة التجارة في حماية المستهلك مؤخراً.
لكن أن تتحول جمعية المستهلك لأملاك خاصة للبعض ويتلاعب بأموالها واستغلال اسم الجمعية كيفما شاء من خلال تصريحات إعلامية للتلميع الذاتي فقط، وبالتالي لايحترم الأنظمة القضائية لدينا، فما عساه أن يقدم للمستهلك.
إن من لايحترم القضاء، لن يحترم المستهلك.
المقاطعه ……. سلاح المستهلك الوحيد والاقوى
فما هو مصطلح مقاطعة؟ ومتى بدأ المستهلك في استخدامه؟ وما هي حالات استخدامه؟ وما أسباب فشل بعض حملات المقاطعة الاقتصادية للمستهلك؟
فالمقاطعة هي قطع العلاقات بين المستهلك والمُنتِج أو مُقدم الخدمة والتي تنطوي على الامتناع عن شراء أو استخدام هذه السلعة أو الخدمة، كتعبير عن الاحتجاج، وعادة ما تكون بسبب رفع السعر بلا مبرر واضح أو سوء في الخدمة من توفير قطع الغيار أو سوء في التعامل، وقد تستخدم المقاطعة الاقتصادية نظرا للاحتجاج على أمر سياسي أو خلاف بين بعض الدول أو بين الشعوب والدول كما حصل في مقاطعة المسلمين للمنتجات الدانمركية بعد الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم.
ويُعرّف قاموس ويبستر المقاطعة بأنها “رفض مركّز أو مكثف لقبول أمر ما وعادة ما يكون تعبيرا عن عدم القبول أو للضغط في سبيل قبول أمور معينة” أو ببساطة هو تطبيق ديموقراطية السوق حيث يصوت المستهلكون بأموالهم لإحداث تغيرات اجتماعية أو اقتصادية).
وتهدف المقاطعة إلى الضغط على الطرف الآخر حتى يرضخ لمطالب المقاطعة ولتغيير سياسته تجاه مسألة الخلاف، وغالبا ما تكون أشكال المقاطعة في فرض حصار أو منع التعامل من بيع وشراء أو دخول موقع ما، مثل مقاطعة الفيس بوك، بمعنى أن معظم صور المقاطعة تكون محاولة الإضرار اقتصاديا بالطرف الآخر.
مقاطعة الأمريكيين الأفارقة خلال حركة الحقوق المدنية الأمريكية.
مقاطعة الأمريكان للبضائع البريطانية خلال الثورة الأمريكية.
مقاطعة الهنود للبضائع الأمريكية بقيادة الزعيم غاندي خلال حركة استقلال الهند.
المقاطعة اليهودية ضد هنري فورد في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1920.
المقاطعة العربية لإسرائيل والشركات التي تتعامل مع إسرائيل. في عام 1973، سنت البلدان العربية قانون الحظر التجاري للنفط الخام ضد الغرب.
ولاينسى التاريخ الإسلامي موقف الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين قام تجار اللحم برفع سعره من غير سبب لتكثر أرباحهم، فذهب وفدٌ إلى الفاروق يطلب منه التدخل لتخفيض الأسعار، فقالوا له: غلا اللحم فسعّره لنا.. فقال الفاروق الرشيد: أرخصوه أنتم، فقالوا: وكيف نرخصه وليس في أيدينا يا أمير المؤمنين؟ قال: اتركوه لهم
فترك الناس شراء اللحم أياما، وبعد أن تعفن اللحم لدى الجزارين أرخصوه مجبورين.
وأهم أسباب المقاطعة التي تتم ضد التاجر من قبل المستهلكين هي رفع الأسعار بلا مبرر منطقي أو اقتصادي أو سوء الخدمة أو التعامل من قبل مزود الخدمة أو السلعة.
ومتى كانت المقاطعة مدروسة ومنظمة وتم تطبيقها بأكبر عدد ممكن من مؤيدي المقاطعة قولا وفعلا قطعاً فسوف تؤتي ثمارها المرجوة، وبالتالي تحقق أهدافها.
ويرى مختصون أن هناك عاملين لحماية المستهلك، الأول ثقافة حماية المستهلك والثاني هو التشريعات المنظمة لذلك كقوانين حماية المستهلك، بالنسبة لثقافة حماية المستهلك لا بد أن تكون واسعة من خلال التوعية بحقوق المستهلك.
ولا يوجد في الوطن العربي قوانين منظمة لحماية المستهلك لذلك لا بد من تقوية جمعيات حماية المستهلك المدنية بشكل جيد، ولا بد أن يكون لديها مكاتب قانونية لتستطيع رفع القضايا على المحتكرين، لتكون قانونا على رفع قضية ضد التاجر، فالمعادلة تصبح صحيحة لصالح المستهلك، أما في حال عدم وجود مكاتب قانونية تتبع لجمعيات حماية المستهلك مع وعي منخفض أو متدن بخصوص حقوق المستهلك فستكون المعادلة معكوسة يعني يبقى الاحتكار يعيش بشكل كبير.
أما أسباب فشل أي مقاطعة اقتصادية من قبل المستهلك فتعود إلى :
ضعف الحجة وعدم اقتناع الناس بما يكفي لمقاطعة هذا المنتج أو ذاك
عدم التهيئة والتنظيم للمقاطعة إعلانيا.
عدم جدية المستهلكين وصبرهم بمقاطعة منتج قد لا يتوفر لديه البدائل المناسبة
انعدام ثقافة المقاطعة لدى المستهلك.
وجود المحبطين والسلبيين من المستهلكين.
غياب بعض القيادات التي قد تحتاجها المقاطعة سواء جهة أو شخص اعتباري.
ولا أنسى أن هناك آراء متفاوتة من قبل المختصين أو حتى علماء الشريعة مابين الرفض أو التأييد لمفهوم المقاطعة، إلا أنه من المؤكد أن المستهلك ليس بيده سلاح يملكه ويتحكم به سوى المقاطعة الاستهلاكية المنظمة والمؤثرة فقط.
الأندية الصحية وانفلاتها الأخلاقي
وتيقنت بتكرار مثل هذه القصص أن هذه الأندية والمراكز لا يوجد لها نظام أو لوائح ، بل إنه لا يُعرف من هي الجهة المسؤولة عن رقابتها.
فما الذي يحدث في بعض بل في غالبية الأندية والمراكز الصحية المتخصصة في المساج؟
ومن المسؤول نظاما عن ترخيصها ومراقبتها أو تطبيق اللوائح التنظيمية لها؟
أليس من يرخص لها هو الأولى بمراقبتها ومعاقبة مخالفي أنظمتها؟
من المسؤول عن حالة الانفلات الأخلاقي داخل غرفها؟
من المسؤول عن نتائج هذا الانفلات من انتشار أمراض جنسية، الله بها عليم؟
فوزارة الصحة تقول لا شأن لي بمثل هذه الأنشطة، رغم أن التدليك والمساج له بعد علاجي ويجب أن يمارسه متخصص. وهيئة السياحة ليس لديها أي تنظيمات أو شروط أو لوائح منظمة لمثل هذه الأنشطة،
أما الرئاسة العامة لرعاية الشباب فهي تمنح رخصاً لهذه المراكز والأندية بدون أي شروط أو ضوابط وبدون رقابة، كما أن وزارة البلديات ليس لديها أي تنظيمات أو لوائح منظمة لمثل هذه الأنشطة.
لقد دعا الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ مفتي عام المملكة وزارة الصحة إلى تبني الإشراف على خدمات “المساج والتدليك وخلافه” في النوادي الصحية والرياضية، كما طالب الجهات الأمنية بمراقبة تلك الأندية. وقد جاءت هذه الفتوى بعد التجاوزات التي شهدتها بعض الأندية وضبط من يمارسون الرذيلة داخلها.
لقد تبيّن أن أكثر مرتادي هذه النوادي أعمارهم تتراوح بين (18 ــ 30). ناهيك عن زيوت وكريمات مجهولة المصدر تستخدمها بعض هذه الأندية أو المراكز.
لقد أصبحت هذه المراكز والأندية غير المراقبة بيئة مناسبة لممارسة الشذوذ والتحرش والدعوة للرذيلة.
أليس مثل هذه الأنشطة محرمة دينياً واجتماعياً؟، فما بالها تترك هكذا في بلادنا لكل من هب ودب؟ وتنهش في أخلاقيات شبابنا بلا حسيب أو رقيب؟!
جمعية المستهلك.. سوء إدارة أم تقاسم غنيمة؟
لقد أوضحت الوثائق أن أرقاماً كبيرة تجاوزت الـ 5 ملايين ريال صرفت في ثمانية أشهر فقط كعقود الرئيس ونائبة التي بلغت أكثر من 900 ألف ريال ومكافآت أعضاء مجلس الإدارة التي بلغت 600 ألف ريال واستجار قناة تلفزيونية عديمة التأثير بأكثر من مليون ريال سنوياً و رواتب الموظفين التي جاوزت الــ 3 ملايين ريال وكذلك قيمة تأجير مكاتب للجمعية التي فاقت الـ 700 ألف ريال، ناهيك عن تأثيثها، التي لم تستخدم ولم يتم الاستفادة منها، كما قالت عضو مجلس إدارة الجمعية المشرفة العامة على فرع جمعية حماية المستهلك في منطقة مكة المكرمة منال فيصل الشريف لصحيفة عكاظ في عددها 4050 بتاريخ 29/ 08/ 1433هـ فرع الجمعية في محافظة جدة معطل وخاوٍ، لا يوجد به إلا أنا وسكرتير فقط، لذا فلا نستطيع عمل شيء ودوري بات مهمشاً.
إن مبالغ كبيرة كهذه صرفت على الجمعية ومنسوبيها ـ فضلاً عن مصاريف أخرى- كالتي أوضحتها الوثائق بهذا التسيب في وقت لم يشهد المستهلك أي أثر إيجابي لهذه الجمعية منذ إنشائها، حريّ أن تتدخل الجهات ذات العلاقة لإيقاف هذا العبث.
أخيراً:
هل هذا ما كان ينتظره المستهلك من جمعيته بعد 5 سنوات؟.
هل هناك مستفيدون من هذه المصروفات.؟
هل مجلس الإدارة على علم بها… أم إن القرار في الجمعية فردي .؟
أحسن الله عزاءك أيها المستهلك فكبّر أربع .
تاجر ذمته «خربانة»
تاجر ذمته “خربانة” : هو ذاك الذي يبيع بضاعة رديئة أو مغشوشة وهو يعرف ذلك جيدا .
وهو الوكيل الذي يتلاعب بالمستهلكين بضمان السلعة أو صيانتها أو عدم توفير قطع غيارها
وهو التاجر الذي يرفض استبدال السلعة أو إرجاعها وهو يعرف رداءتها وعيوبها
وهو كذلك الذي يستورد أو يبيع منتجا وهو يعرف أنه دخل عليه تغيير و تعديل في بياناته
وهو ذلك الذي تلاعب في وزن أو مقاس أو تاريخ صلاحية سلعته
أو باع منتجاً غير مطابق للمواصفات القياسية المعتمدة أو أي من بنودها.
أو أنتج أو صنَّع أو عبَّأ أو خزَّن منتجه بشكل مخالف للمواصفات المعتمدة
تاجر ذمته “خربانة” : هو كلّ من أنتج أو باع منتجا فاسدا وغير صالح للاستغلال أو الاستهلاك الآدمي.
أو سوّق وباع منتجا انتهت فترة الصلاحية المدوّنة عليه و تغيَّرت خواصه الطبيعية أو مكوناته من حيث الشكل أو اللون أو الطعم أو الرائحة.
وهو من أعلن عن مواصفات وهمية توضح جودة سلعته وتختلف حقيقتها عما كُتب عنها
هو من اشترى علامات وجوائز للجودة ولمّع بها منتجاته وهو يعلم علم اليقين أن المسألة كلها (ضحك وتلاعب على المستهلك)
تاجر ذمته “خربانة” : هو من ضلل وخدع الناس بحملات ترويجية لمنتجاته سعرا وجودة .
يبدو ــ والله أعلم ــ أن أعداد هذه النوعية من التجّار في تزايد مستمر.
إعلانات طبية + خداع = مأساة
مع الأسف الشديد، إن الرقابة على الإعلانات التجارية (الصحية والطبية) شبه معدومة وبعيدة عن الرقابة وخالية من المعايير التي تضبط مثل هذه العملية، وخاصة في المطبوعات الإعلانية وحتى في بعض الصحف اليومية.
فكثير من الإعلانات غير المرخصة عن المنتجات تلحق بالمستهلك أضراراً كبيرة. كما أنها تستخدم لغة المبالغة والتهويل أحياناً، والكذب أحايين كثيرة، مثل (الأفضل ـ بالتجربة ـ الوحيد ـ الفريد ـ لا مثيل له ـ أجود المنتجات)، كما أن صيغة الإعلان تغرر بالمستهلكين، مثل (الكمية محدودة جداً ـ سارعوا باقتناص الفرصة)، وغير ذلك من العبارات، فضلاً عن أن بعض الإعلانات تخدش الحياء العام.
ناهيك عن أن بعضها ذو مضمون غير حقيقي وخادع لمن يقرأه ويحتمل التفسير والتأويل.
إن المستهلك قد يتغاضى عن إعلانات المنتجات الغذائية أو الكمالية المضللة، ولكن قد يدفع الثمن غالياً من خلال تضليله بإعلانات صحية أو طبية كما يحدث دائماً مع كريمات تبييض البشرة أو لإزالة الشعر أو للتخسيس، وغيرها مما تجود به محلات العطارة، وشهدت بعض المستشفيات عديداً من الحالات المأساوية التي وقعت ضحية لهذه الإعلانات غير المرخصة.
لكن السؤال الأهم: مَن سمح لهولاء بإعلانات حساسة وخطيرة وغير مرخصة…؟
هل وزارة الصحة وهيئة الغذاء والدواء مسؤولة؟
أم أن بعض الصحف من أجل حفنة من الريالات ضحّت بصحة الناس؟
أخيراً.. من يعوّض هؤلاء الضحايا؟