ما لفت نظري بكل أمانه هو حرص وزير التجارة الجديد ( توفيق الربيعة) على النقد وكشف عيوب عمل وانظمة الوزاره في هذا الجانب و لم يرتاح لبعض المجاملات ( السمجة والمفضوحه ) من البعض .
ويبدوا ان هذا الوزير بدأ فعليا يحرك المياه الاسنه والراكده في وزارته وما يتبعها من جهات كالمواصفات والمقاييس وهيئة المحاسبين . بل ان الوزير ( إذا حماه الله من بعض المنتفعين من مسئولين وتجار واعطي الفرصة ) سيمحو ارتجاليه وعدم مبالاه الــ 30 سنه الماضيه في وزارة التجارة بكل تركتها الثقيلة .
اكد الوزير بعد الترحيب وشكر الحضور بان الغش التجاري في المملكه متنامي ومتزايد ووضعه خطير جداً ، ولم يحضر ويأمر لتنفيذ هذه الورش إلا لتعرية الوضع الحالي من ( انظمه / لوائح/ التطبيق / النتائج. / النواقص …؟)
هذا الوزير عازم على تنفيذ الكثير من الورش ليعيد صياغه الانظمه وما يعتريها من نقص وعدم تفعيل وتحديث العديد منها بما يتناسب مع المستجدات الحاليه وخاصة استخدام التقنيه الكفية للمستهلك في مجال الإبلاغ والشكاوى للأسعار والغش وخدمات ما بعد البيع .
ان الوزارة تريد ترتيب الكثير من أوراقها المبعثرة والممزقه ، وكان تركيز الوزير على اعادة ثقة الناس بالوزارة من خلال التغيير الذي يجب ان يلمسه المستهلك وليس من خلال الاعلام ، وهذا الاعتراف يكفي من الوزير لمعرفة ام المشاكل وهي ( الثقة )
فالورشة من الورش القلائل الجاده والمثمرة التي حضرتها بكل أمانه ، فقد ناقشت وبصراحة متناهيه ( الانظمه وعدم تفعيلها والعقوبات وعدم صرامتها) وضعف الجانب الرقابي واسبابه وازدواجية عمل الوزارة مع الجهات الاخرى ذات العلاقه .
لم تنس الورشه جانب التعويض ، والتوعيه ، الاحتكار ، الاعلام الجديد ( تويتر وفيسبوك) ، والاستفادة من تجارب الدول الناجحة بشكل عام ، ضعف وقلة المواصفات ،
الوزير لا يتحدث كثيرا ولكنه مستمع بدرجة امتياز ، ذكي لماح ، لدية إصرار على التغيير والتطوير ، ولكن أسئلته ناريه ومحرجه لأركان وزارته .
هذا ماقلته سابقا من خلال هذا الرابط
http://www.mqataa.com/vb/showthread.php?t=39757
نعم … هكذا …. توفيق الربيعة .. بلا القاب …. فهو من اكد لنا انه منّا ونحن منه . متماثلون معه كمواطنين في الحقوق والواجبات ( فعلا ) وليس ( إعلاما) ، وعلى انني لم التقيه واجلس معه الا مرات قليله .. إلا انني اكاد اجزم ان هذا الرجل يملك مقومات الادارة وبقوه ، على الرغم من ان تخصصه الاكاديمي في مجال تقنية المعلومات وهو التخصص الذي يكاد يبتعد كغيرة من التخصصات العلمية عن مجال الإدارة , كما ان هناك اخرون اكاديميون في مجال الادارة فشلوا فشلا ذريعا في المواقع التي تسلموها ، بل ان بعضهم أساء لتخصصه اكثر ما اساء لنفسه خاصة في مواقع تستلزم قضاء مشاكل واحتياجات الناس .أ
أنني ازعم ان الاتكال على الله والنوايا الصادقة وحسن الادارة والإخلاص واختيار الرجال الثقات والتنظيم والابتكار والابداع في وضع الحلول واستثمار التطور التقني كانت خلف تميزه
لم يكد يمضي على الدكتور توفيق الربيعة نصف العام من توليه زمام الأمور في وزارة التجارة والصناعة إلا وكانت بصماته واضحة خاصة في مجال حقوق المستهلكين، في وقت كانت وزارة التجارة تَئِنُّ من أحمال كثيرة ساهم في تراكمها بلا حلول عدد من الوزراء طوال ثلاثين عاماً تقريباً.
وزير التجارة الشاب كسب شعبية المستهلكين في وقت قياسي بسبب رغبته الجادة في إصلاح ما يستطيع من تركة ضخمة من الأنظمة القديمة والبيروقراطية البالية والمنافع الخاصة، التي جعلت «المستهلك» وحقوقه في غياهب النسيان مع سبق الإصرار.
إن كل ما قام به وزير التجارة هو تطبيق الأنظمة المتوفرة فقط ولم يزد عليها شيئاً إضافياً، مما جعله يكسب قلوب كثيرين ممن دخل اليأس في قلوبهم من إنقاذهم من جشع التجّار وتلاعبهم بلا رقيب أو حسيب.
لقد حصد الوزير توفيق الربيعة حب الناس ودعواتهم له بالتوفيق وبالخير لأنه التفت إلى ما تناساه الوزراء السابقون.
ويكفي الوزير الشاب ما حققه في استفتاء ضخم جداً عبر «توتير» من أنه أفضل وزير سعودي حالياً من خلال أداء وزارته التي استطاعت فك طلاسم «معجزة» المساهمات العقارية المتعثرة، واسترجاع حقوق الناس الذين كانوا ولسنوات يصرخون بلا مجيب.
توفيق الربيعة ….. أحرج من قبله واتعب من بعده
عبدالعزيز الخضيري
8 أبريل,2014