في أكثر من مناسبة داخل المملكة وخارجها تدور حول الإعلام والمستهلك، كنت أراهن على نجاح وسائل التواصل الاجتماعي وخاصة (تويتر) كوسيلة إعلامية وتقنية هامة أدهشت الجميع، بل كنت أوصي الجهات الحكومية وغيرها ذات العلاقة بالمستهلك -المتحفظة بلا سبب- أن تدخل هذا المجال وتكون قريبة من الناس وملاصقة لهم ومتفاعلة ومستفيدة من آرائهم وقضاياهم وملاحظاتهم، وقد فعلت خيراً قلة من هذه الجهات وفعّلت دورها في الإعلام الجديد وإنْ كان ليس بحجم الطموح.
أما البعض منها فلا زال -موهماً نفسه- أنه حقق هدفه بوضع اسمه وشعاره فقط في وسائل التواصل الاجتماعي، ربما لذرّ الرماد في العيون، حيث لا يزال يعيش في عالمه المتخلف من خلال ممارسته لإعلامه التقليدي الممل والمكرر من مدح وتطبيل لخططه لإنجازاته الورقية وبالتالي فشله الذريع.
ما أود التركيز عليه هنا هو الدور الكبير الذي يقوم به بعض النشطاء في (تويتر) تحديدا والذين تفوقوا وبجدارة على كل الجهات ذات العلاقة مجتمعة في مجال توعية وإعلام المستهلك، بل ومارسوا النقد وإبداء الملاحظات على العديد من هذه الجهات كما قدموا لها المساعدة سواء في توضيح بعض المخالفات بحق المستهلك أو حتى في نشر أخبارها مطبّقين بذلك دور الإعلام الاجتماعي الحقيقي.
لقد وضعت حسابات (ALMUSTHILK@ و AlTamimiya@ و mqataa@) في تويتر جمعية المستهلك وبعض الجهات الحكومية في موقف محرج لا تحسد عليه، بل أن هؤلاء النشطاء الأفراد نالوا إعجاب وثقة من يتابع نشاطهم من خلال كشف أسماء المطاعم والمراكز الصحية المخالفة التي تعاقب بالإقفال ولم يستطع الإعلام ذكرها، لقد سحبوا البساط من الجميع بسبب إيمانهم بقضيتهم تجاه المستهلك أولا وتجاه وطنهم ثانيا.
فهل تستفيد هذه الجهات وخاصة وزارة التجارة من هؤلاء الناشطين ؟
جريدة الشرق
http://www.alsharq.net.sa/2012/03/23/179919